تتعدد الصفقات القذرة التي تعقد بين شركاء الإرهاب، ويغير رعاة الإرهاب تكتيك احتيالهم، ويبدلون لبوس مؤامراتهم لتمرير مشاريع استعمارية، وبمقتضى المصالح الدنيئة يتم إحراق أوراق اهترأت لكثرة الاستثمار الوضيع بها، وتعويم أدوات رخيصة أخرى جرى تضخيم قزامتها أميركياً لتطفو على سطح المشهد الشرقي، بعد حقنها بسيليكون إحراز نصر وهمي على مخرجات إرهاب أميركا، وليكمل الدجل فصول وقاحته في الشرق بمسرحيات البلطجة والعربدة العدوانية.
واشنطن ستقيم مهرجاناً للاحتفال بنصرها المؤزر على داعش وسيخرج بهلوانها ترامب المتخم بعنجهية العظمة مستعرضاُ في سيركه الهزلي مآثر الإنجاز المحقق بإعلانه أن أميركا انتصرت في فانتازيا حربها على الإرهاب الظلامي.
في هذه الجلبة الترامبية ،ومساحة الدعاية الإعلامية الكبيرة التي فُردت للتهليل والتصفيق لانتصار دونكيشوت الأميركي على طواحين دواعشه، والجدل التضليلي السخيف من مفاصل إدارة ترامب، سياسيين وعسكريين، عن فوائد الانسحاب أو عدمها بعد أكذوبة النصر المنجز، لا ندري كيف نوصف هذه الهزلية الفجة، هل نتحدث عن سخرية الإنجاز أم عن وقاحة الإعلان، خاصة أن الإعلان يأتي في وقت تساقط آخر أقنعة الرياء بعد ثبوت تهريب متزعمي داعش أميركياً والحرص الكبير على الثروة الذهبية التي بحوزتهم المنهوبة من الشعب السوري.
هل انتهت لعبة الشرور الأميركية على الجغرافيا السورية بعد أن يعلن الإنجاز «الأسطوري» بدحر داعش؟ وهل سنلمس انسحاباً حقيقياً؟ هل ستحزم واشنطن حقائب إرهابها وترحل؟ لا نظن ذلك فالخبير العارف ببواطن الخبث الأميركي، يدرك أن الشراهة للأطماع الاستعمارية هي صلب كل السياسات الأميركية وإن اختلف تكتيك بعضها عن الآخر، إلا أنها تصب جميعها في بوتقة النهم والجشع بمقدرات الشعوب، فإن لم تستثمر بالإرهاب ركيزة تدخلها السافر في شؤون الشعوب، فإن لديها من المؤامرات الخبيثة ما يكفي لإشعال فتيل حروب بما يرضي جبروتها لتنصب نفسها البلطجي الأول في العالم بلا منازع.
ندرك جيداً أن المؤامرات الصهيواميركية لاستهداف سورية ومحورها المقاوم ستغير لبوسها وتلغم طروحاتها، ونعلم أن رياح تخريبهم للمنطقة لن تهدأ، وسيبقى الشيطان الأميركي يبحث عن ثقوب إرهابية أو عميلة ليتسلل منها، لكن ستبقى سورية صامدة تحتضن جمرات ثوابتها، عصية على التمزيق والتقسيم، وسيبقى محورها المقاوم الشوكة بالحلق الصهيوني والمخرز في عين الطمع الغربية.
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 22-2-2019
الرقم: 16916