لعل الخيارات تضيق بشأن أسلوب التعامل مع المجموعات الإرهابية المسلحة المتواجدة في إدلب، بعد السيطرة شبه التامة لمقاتلي جبهة النصرة وتراجع دائرة المواجهة مع تنظيمات غيرها، في وقت يتم تسريب معلومات عن انسحاب قوات من الجيش التركي كانت تتمركز في نقاط مراقبة لعدد من المواقع في محافظة إدلب.
ويبدو أن الحل الوحيد يتمثل في عملية عسكرية كبيرة وقد تكون خاطفة أيضاً، يجري خلالها تحرير المحافظة من رجس الإرهاب، في ظل ظروف شديدة التعقيد تعكسها التناقضات في المواقف الأميركية والأوروبية المعتدية، فمن جانب.. القرار الأميركي بالانسحاب من سورية ما زال يتأرجح بين التنفيذ والتراجع، والأوروبيون متمسكون بموقفهم بالإبقاء على القوات الأوروبية جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية، والميليشيات الكردية تسعى للحفاظ على قوات غازية تجعلهم يستمرون في عدوانهم في ظل تحكم قادتهم القادمين من جبال قنديل وغيرها، ممن يرتبطون بالغرب الاستعماري ويحاولون استبدال الوصاية الأوروبية بالأميركية التي استغنت عن خدماتهم دون تنسيق مع أي من الحلفاء المعتدين، وبالتزامن مع هذه التعقيدات يستعد الصهاينة لانتخابات جديدة في نيسان القادم ستحمل المزيد من المتشددين من دعاة الحرب على سورية ومحور المقاومة دفعاً للمخاوف التي يعيشونها نتيجة صمود سورية وتزايد القوة العسكرية لمحور المقاومة بشكل عام.
المعتدون سعوا سابقاً لتأخير عملية تحرير إدلب بذرائع إنسانية كاذبة ، لكنهم عاجزون عن ثني سورية عن المضي في مهمتها المقدسة للقضاء على الإرهاب في كل الأراضي السورية، بما فيها إدلب التي يتواجد فيها أكبر عدد من الإرهابيين باعتراف الولايات المتحدة نفسها.
ولا يملك المتآمرون أي ذريعة اليوم تحدّ أو تؤجل القرار السوري باستئصال الإرهاب من إدلب، وبذلك تبقى الذرائع الإنسانية ضعيفة أمام واقع تحكم تلك المجموعات الإرهابية بمصير المدنيين والأهالي الذين لم يستطيعوا الخروج من إدلب، ومن المعتقد أن العالم لن ينتظر طويلاً حتى يسمع ويشاهد اندحار تلك المجموعات أمام تقدم الجيش العربي السوري في إدلب ويعيدها إلى وضعها الطبيعي، ويستعيد المواطنون حريتهم في العودة إلى الحياة الطبيعية في ظل الدولة الشرعية.
مصطفى المقداد
التاريخ: الأثنين 25-2-2019
رقم العدد : 16917