أوروبا تخشى وقوع الفأس الإرهابي في رأسها العجوز.. بلجيكا والسويد ترفضان عودة مرتزقتهما وتدعوان لمحاكمتهم خارج أراضيهما
في محاولة منها لإبعادهم قدر المستطاع عن العودة إلى دولهم الأصلية خوفاً من إرهابهم المرتد العائد إلى أحضان الوطن الأوروبي، تستصعب أوروبا محاكمة مواطنيها الإرهابيين المنضمين إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، بعد سلسلة جرائمهم فيهما، لذلك هي تخطط لمحاكمتهم في الدول التي يتواجدون فيها للتخلص منهم قبل انفلات ذئابهم المنفردة فيها، وقبل وقوع الفأس الإرهابي في الرأس الأوروبي العجوز.
فقد استغل رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل سبيلين أول قمة مشتركة بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي في مصر للحديث عن الإرهابيين الأجانب، فاقترح محاكمة المتطرفين الأجانب المنضمين إلى التنظيمات الإرهابية والذين تم القبض عليهم في الشرق الأوسط وبالدرجة الأولى في سورية والعراق، ودعا لإنشاء هيئة قانونية دولية لمقاضاة الإرهابيين الأجانب أو محاكمتهم في الدول التي ارتكبوا فيها جرائمهم.
وللتخلص منهم عبّر عن رغبته في أن يتم تنفيذ أغلبية الأحكام القانونية في المنطقة التي ارتكبت فيها الجرائم، أو يمكن اللجوء إلى نوع من العدالة الدولية، وقال: نجري هنا جميع الاتصالات الممكنة لشرح موقفنا.. ويمكن تشكيل تحالف سيضم من يشاطر هذا الرأي، ورأى أنه ليس من السهل وضع إجراء قانوني دولي جديد، وعلى حد تعبيره فإن بروكسل تسعى إلى توافق أكبر بشأن هذه المبادرة.
ووفقاً له فإن هذا المقترح من شأنه أن يعزز الجهود الرامية لضمان الأمن ومنع إفلات المتطرفين الأوروبيين في الشرق الأوسط من العقاب، معتبراً أن محاكم القارة العجوز ستواجه صعوبات ملموسة في محاكمة شخص من الاتحاد الأوروبي ارتكب جرائم في العراق وسورية.
وللهروب من أجوبة لأسئلة كثيرة ألقى باللائمة على عدم توافر الأدلة، فرأى أن هذا الأمر صعب للغاية للقضاة الأوروبيين من ناحية التوصل إلى الأدلة المطلوبة لتثبيت ذنب المتهم فيه، مضيفاً: إن الحكومة البلجيكية ترى أولويتيها في ضمان الأمن ومحاولة إنشاء هيئة قانونية دولية ستضم أطرافاً مختلفة بهدف محاكمة الإرهابيين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني سبقه باقتراح محاكمتهم دولياً والمثول أمام القضاء داخل المنطقة.
هذا التخلي عنهم والرفض لإعادتهم كان موقفاً مباشراً من السويد التي أعلن رئيس وزرائها ستيفان لوفين، أن بلاده لن تقدم أي مساعدة في إعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف التنظيم الإرهابي في سورية والعراق. ونقلت قناة «إس في تي SVT» التلفزيونية السويدية عن لوفين قوله رداً على إمكانية إعادتهم: كلا.. كنا واضحين إزاء هذه القضية.. منذ العام 2011م، توصي السويد والخارجية بعدم السفر إلى هذه المنطقة.. وعلى من يفعل ذلك ألاّ يعوّل على أي مساعدة قنصلية من السويد، أما الأطفال فيجب التفكير في كيفية التعامل مع أوضاعهم، لكن ما من حل لدي في الوقت الحالي.
ورغم ذلك فإنه عبّر عن معارضته لإسقاط الجنسية السويدية عن الإرهابيين الدواعش السابقين، معتبراً أنه ينافي القانون الدولي، على حد تعبيره.
ووفقا للسويد فقد انضم حوالي 300 من مواطنيها إلى الإرهابيين في سورية والعراق وتتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، فيما يقدر عودة حوالي 150 منهم.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا في 16 الشهر الجاري الدول الأوروبية على إعادة ما يزيد على 800 من مواطنيها المنضمين لـ»داعش» الذين تزعم قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أنها أَسَرتهم، لمحاكمتهم في بلادهم، محذراً من أنه سيفرج عنهم في حال عدم إعادتهم.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 26-2-2019
الرقم: 16918