قال مدير غرفة تجارة دمشق الدكتور عامر خربوطلي للثورة إن أغلب حالات التعثر التي أصبحت تتزايد على صعيد المشاريع الجديدة إنما تكمن في ضعف دراسة الجدوى التمهيدية للمشروع أو عدم القيام بها أصلاً، وبالتالي كيف يمكن معرفة الفرصة الاستثمارية المجزية؟ وما هي البدائل المتاحة بهذا الشأن؟ وكيف يمكن الحكم بصورة سريعة على الفرص الأكثر ريعية؟ وتجنب أسلوب التقليد والاندفاع نحو مشاريع تبدو براقة ولكنها غير مجزية على المدى البعيد، مشيرا أن هذه الأسئلة التي تدور عادةً في ذهن أي مستثمر جديد تتركز في ما أصبح يُعرف «بدراسة الجدوى التمهيدية أو الأولية» والتي يستطيع أي مستثمر بنفسه أو بالاستعانة بأحد المختصين القيام بها لبلورة قراره الاستثماري واختيار البدائل الصحيحة.
وأوضح أن التسمية التي تم إطلاقها على هذا النوع من الدراسة «التمهيدية» يعطي الكثير من الدلالة على مضمونها، لافتا انها تعتبر مرحلة وسيطة بين دراسة الفرص الاستثمارية وبين دراسة الجدوى التفصيلية، وهي مرحلة تمهيدية يمكن من خلالها تقدير مدى جاذبية بعض الأفكار الاستثمارية وصلاحيتها للاستثمار قبل الخوض في وضع دراسة الجدوى التفصيلية التي تتطلب جهداً وتكلفة أكبر.
وأشار إلى وجود بدائل عديدة للمشروع الواحد ما يجعل إجراء دراسة تفصيلية لجميع هذه البدائل أمراً مكلفاً ويحتاج وقتاً طويلاً، وبالتالي من هنا يمكن إجراء دراسة مبدئية مختصرة لمختلف البدائل يمكن من خلالها المفاضلة بين البدائل واعتماد الأفضل ليجري عليه دراسة جدوى تفصيلية، ويمكن القول إنه يتم في دراسة الجدوى التمهيدية بلورة فكرة المشروع والتحقق من أن فكرة المشروع تدعو للتفاؤل من الناحيتين الفنية والاقتصادية بحيث تستحق الدراسة التفصيلية وتتفق مع الأهداف والسياسات الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح أن دراسة الجدوى الأولية هي وسيلة عملية وعلمية توضح للمستثمر إمكانيات أو احتمالات النجاح أو الفشل المبدئي قبل الاستغراق في التفاصيل المختلفة القانونية والتسويقية والفنية والمالية والتجارية والاجتماعية.
ولفت، لبساطة دراسة الجدوى التمهيدية، فإنه يتم إعدادها استناداً إلى البيانات المتوفرة والتي يمكن جمعها وإعدادها بشكل سهل، فإذا ما تبين من الدراسة الأولية أن المشروع المقترح تتوافر فيه عناصر النجاح يتم اتخاذ القرار بالاستمرار في وضع الدراسة التفصيلية وانه من ناحية ثانية يمكن أن يترتب على إجراء الدراسة التمهيدية للجدوى إجراء دراسات أخرى مدعمة وذلك في أحد الجوانب الرئيسية للمشروع مثل دراسات السوق أو المواد الأولية أو المواقع المحتملة، أو الأساليب التكنولوجية، وغالباً ما يتزامن هذا النوع من الدراسة مع المشاريع الضخمة التي تتطلب تكاليف استثمارية كبيرة، فإذا وجد مثلاً أن الجانب التسويقي يتطلب المزيد من البحث والتعمق قبل إجراء الدراسة التفصيلية، فإنه يتم القيام بدراسة منفصلة للسوق تعطي تنبؤات دقيقة بمدى نصيب المشروع من السوق، فإذا ما كانت النتائج إيجابية يتم إجراء الدراسة التفصيلية بمختلف جوانبها الأخرى.
وبين أن الهدف من إعداد وتنفيذ هذه الدراسة هو دراسة الأفكار الاستثمارية بشكل عام لاختيار أفضلها والتي تخضع بعد ذلك لدراسة جدوى تفصيلية، مشيراً أن إعداد دراسات الجدوى سواءً الأولية أو التفصيلية تشكل نقطة بداية حالة التعافي في بلدنا وحجر الأساس لقيام مشروعات ناجحة وقادرة على دعم عملية الانتعاش الاقتصادي.
دمشق – وفاء فرج
التاريخ: الأربعاء 27-3-2019
رقم العدد : 16941