الحل الأمثل

لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع على ألسنة الجهات الحكومية والخبراء الاقتصاديين أهمية مكافحة التهرب الضريبي الذي يخسر خزينة الدولة مليارات الليرات التي لو تم تحصيلها سينعكس بشكل إيجابي على المستوى المعيشي والخدمي للمواطن والأمر لا يقف هنا وإنما تطالعنا أيضاً حلول من شأنها الحد من التهرب الضريبي وآخرها أسلوب الجباية الضريبية التي عدها أحد الاقتصاديين السبب الرئيس في التهرب والفساد القائم في هذا المنحى.
قد نطرح تساؤلات عديدة أولها لماذا تتركز الواردات في وزارة المالية على الضرائب غير المباشرة؟ الأمر الذي يراه البعض خللاً منهجياً في النظام الضريبي المعمول فيه حالياً خاصة وأن نسبة الضرائب غير المباشرة تمثل نحو 70% من إجمالي الواردات من الضرائب.
النظام الضريبي الذي يعاني الكثير من قلة العدالة الضريبية ينتظر ولادة نظام ضريبي بات بمراحله الأخيرة بحسب تصريحات وزارة المالية سيتناسب مع التطورات الاقتصادية والتنموية في سورية وخاصة أن المرحلة القادمة تعول على إيرادات ضخمة لإعادة الإعمار بأموال وطنية دون الاستدانة من الخارج ليس فقط وإنما أيضاً شكل جديد لأشكال الدعم الاجتماعي الذي تراهن عليه الحكومة.
فالحديث اليوم عن إصلاح ضريبي ودور الضريبة في التنمية يحتاج ببساطة إلى قواعد ومرتكزات متينة لتحقيق العدالة الضريبية وبالطبع هذا لا يمكن أن يتحقق دون إعادة هيكلة الضرائب لرفع كفاءة جهاز التحصيل الضريبي وهذا ليس بالأمر الصعب أو المستحيل خاصة مع التحصيلات الجيدة التي تحدث عنها مسؤولون في القطاع المالي للعام الماضي.
لا يختلف اثنان على أن التهرب الضريبي قد زاد أضعافاً مع ظروف الحرب واستغلال البعض لزيادة ثرواتهم على حساب المصلحة الوطنية أي الخزينة العامة للدولة وعلى حساب المواطن الذي تراجع مدخوله بشكل كبير نتيجة جملة متغيرات منها على سبيل المثال لا الحصر التذبذب بسعر الصرف، كل ذلك مؤشر خطير على حجم الفساد في القطاع الضريبي الذي يشكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد وعلى عملية التنمية بشكل عام والحلقة الأضعف ألا وهي المستهلك وهو ما تعترف به الإدارة المالية.
قد يكون الحل نظاماً ضريبياً متوازناً لكن يبقى الحل الأمثل هو طريقة الجيابة التي لا بد أن تعتمد أسلوب الأتمتة بعيداً عن العامل البشري الذي يمثل جزءاً كبيراً من الفساد والتهرب الضريبي والتوجه نحو أثرياء الحرب الجدد وإدخالهم على خط دفع الضريبة المستحقة للمساهمة بإعادة الإعمار المرتقبة.

ميساء العلي

التاريخ: الأربعاء 10-4-2019
رقم العدد : 16953

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً