مهما قدمنا لهم لا نفيهم حقهم فهم الأجدر بالمتابعة والاهتمام والرعاية ..قدرهم أن يضحوا بأجسادهم ..وقدرنا أن نقف على عتبات صمودهم ..فالمعادلة حق وواجب وتحمل مسؤولية ..
في الطريق اليهم لا تأبه لتعرجات أقدامك،فهي خطوات ثابتة طالما تسعى لإسعادهم بما يتوجب فعله بما تيسر من خدمات.
جرحانا الأبطال على امتداد مساحة الوطن نستمد منهم العزيمة والصبر والقوة ، انهم أكثر دراية وخبرة ومعرفة بحلاوة طعم الحياة ومرها.
فعلى مرآى الوجع قهروا عدوهم وهزموا أدواته.
وعلى مرآى عيون من حولهم كانت الدروس والعبر تتخيل ذاكرتهم المتوقدة بعشق وطن ودفء تراب.
أينما وجدوا وحضروا يكون اللقاء حالة من الاستثناء بتوقيع ذكرى وشاهد وصورة..
يترجمون تصميم افكارهم قولا وفعلا ..يشعلون شمعات الضياء بنظرات عيونهم ،تعلو جبهاتهم مساحة عنفوان ،ويكتسي محياهم بهاء العبارة..نحن قادرون بأطراف ودون أطراف بجسد كامل،أو نصف جسد ،وهبنا ما كتب لنا أن نهب ،فليشفع لنا الوطن قدرتنا على العطاء ،بحدود استطاعة ما قدّره لنا القدر.
نتواصل مع بعضهم لنبقى على قيد تفاؤل،كي لا يتسلل إلى مرابع نفوسنا بعض الوهم والعطف والشفقة..التي لفظها جرحانا الأبطال بأشكالها المختلفة.. نشعر بسعادتهم الخفية والمعلنة حين تقوم اي جهة حكومية أو أهلية بتقديم بعض الخدمات وإن كانت لا تساوي نقطة دم طاهرة ولحظة ضيق وجوع وقلق،مرّوا بها لأيام وليالي وسنوات.
صامدون رغم الجراح هو لقبهم الواضح،يترجمون معانيه أينما توجهت ورأيتهم فهم كجذور السنديان المنتمي لهذا التراب المقدس.
غصون سليمان
التاريخ: الأربعاء 10-4-2019
رقم العدد : 16953