يأسرنا الماضي بشجونه ومتاعبه، ويخطف من داخلنا راحة البال، يشتت تفكيرنا، ويؤنب ضميرنا، ويخمن عواطفنا حيثما يحلو له.
هي مفارقات الحياة بين حنين مؤلم غارق بالذكريات، ومستجد أكثر إيلاماً ووجعاً، فرضته مناخات متقلّبة، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً.
صراع متشعب الأبعاد.. الخاسر الأكبر فيه نفسية الفرد المتعثرة التي تخضع فيه دائماً إلى حالة التقييمات والمسميات في تقسيمات الزمن الغابر في قاموس المصطلحات المعولم .
حلاوة بطعم المرار يتذوقها الغالبية على اختلاف مشاربهم في هذا الوطن الجريح الذي آثر أهلوه وناسه فعل التضحية لحفظ الكرامة التي لايعلو عليها قيمة، إلا نبل الشهادة كثمرة من ثمار الحقّ والفضيلة.
لقد باتت الأحاديث اليومية صغيرها وكبيرها يثقل الآذان كما فعل السعير والغلاء في مرجل الأسعار التي تحجز لها خطاً بيانيّاً في بورصة الجشع كلّ لحظة دون إحساس بالمسؤولية الأخلاقية والمجتمعية من قبل جوقة اللصوص والمحتكرين أصحاب النفوس المريضة .
وبعيداً عن سلاسل فوضى التشويه والانفلات، واستغلال الظروف، والصيد في الماء العكر ، لابدّ لعين الصواب أن ترى المشهد بخريطته المتكاملة وصورته الواضحة دون رتوش وتشير بالحقّ والقوة إلى أولئك الذين يقبعون في زوايا المكر وهم يخدعون أنفسهم ويخادعون أبناء جلدتهم غير آبهين بحجم المأساة التي حلّت بالمجتمع ، ما يستدعي المؤازرة والمساعدة والتعاون وتضميد الجراح وجبر الخواطر، بدل كسرها والرقص على أوجاعها المزمنة .
عين المجتمع -غصون سليمان