من ينقذ الآذان من سماع الأغاني الهابطة والساقطة في المعيار الفني والجمالي والأخلاقي..؟ لعلّها معادلة صعبة الحل في زمن وظروف بات معه الاستهلاك السريع في كلّ شيء طاغياً ونافراً بحجة العصرنة المربوطة بعبارة هيك الدارج،
فاذا ما أراد المرء أن يسافر من محافظة إلى أخرى ويؤمن حاله في وسائل النقل العامة والخاصة من الهوب هوب إلى الفانات. يسارع السائق إلى كبس زر المسجلة وماهي إلا دقائق حتى يعلو صوت الزعيق والنعيق والصريخ. تحسبها للوهلة الأولى أنها أغان شعبية ،وما أن تدقق في معاني الكلمات وهي تتناثر بين الصوت المذكر والمؤنت على مضمون الكلام النافق وخبيط وخليط الموسيقا والتي لاتشبه إلا عراك العنف الشاذ حين قتل الزوجات والأطفال بغير حقّ.
تخجل حروفي من ذكر أي كلمة أو عبارة سمعتها برفقة خمسة وثلاثين راكباً في ميكرو باص من العاصمة دمشق إلى إحدى المحافظات، لسوقية اللفظ وسفاف المعنى.
هذه الحالة الشاذة الدارجة اليوم في العديد من وسائل النقل العامة والأماكن المزدحمة على اختلافها، تجسد حالة من الضجيج والتعب الإضافي.
فبعض الطرب بات عنفاً، يضغط على الذائقة الفنية بلون الوجع، بعدما كان يسكننا النغم واللحن الجميل والكلمات الراقية المعبّرة التي تحترم عواطف ومشاعر الإنسان بكلّ تجلياته .
عين المجتمع-غصون سليمان