ينتابك شعور الحيرة والحذر وأنت تحدث نفسك عن متاهات البشر، فالظن والشك والريبة معادلة عائمة على وجه الحياة المعاشة ببساطتها وتعقيداتها.
فالبعض يطلق العنان لقريحته أن تغرد شرقاً وغرباً وفي كل الاتجاهات، علّها تقتنص زاداً من الشائعات المشبعة بالتحريض على أبناء المجتمع ممن لا يروق لهؤلاء طباعهم وأمزجتهم، فتبدأ خربشاتهم المضللة على حبل من الأكاذيب وإطلاق عبارات التخوين والتخويف والترهيب، وكأنه سباق محموم في هذه الظروف القاسية والخطيرة على جميع المستويات.
وبدل أن تتضافر جهود جميع المؤثرين وأصحاب الرأي والحضور الشعبي على وسائل التواصل الاجتماعي، لتعمير ما تشظى في بنية المجتمع، والاهتمام بإيقاع نبض المحبة وشبك رباطها بالتآلف والوئام، وحسن العشرة والجوار بين أبناء الوطن الواحد.
نلحظ كيف أن بعض المخمورين والغاوين من كل الأطراف يعملون جاهدين لشد العصب الطائفي لتحقيق مآرب ورغبات سادية، همها استمرار تمزيق نسيج الشعب السوري ومكوناته الغنية عن التعريف، والعزف على أوتاره الحزينة وأوجاعه العميقة التي أضرمت في كل بيت وحارة وشارع ومدينة وقرية على امتداد جغرافية الوطن.
هي الأبواق المأجورة للحقد والأمراض النفسية التي تنشر سمومها الحارقة في غير اتجاه كهواية من هوايات الدجل، التي ما فتئت تنعق داخل الحدود وخارجها
رحم الله من قال:
واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ
فالمرءُ يَسلَمُ باللسانِ ويُعطَبُ

السابق