شهد شهر رمضان المبارك هذا العام أحداثاً داخلية متشابكة صاخبة، وخارجية واسعة الأفق، وما بين المسارين مرت الكثير من صور الألم والخوف والفقدان، في مطارح أُريد لها أن تكون قاتلة للأمل، لكن الجسد السوري المنهك بفعل كل ما شهده من أحداث جلل، ما لبث أن تعالى على وجعه العميق، ولملم جراحاته النازفة، في سبيل وحدته وتماسكه، رغم كل الاختراقات، والتجاوزات، وفوضى رصد الوقائع بخلفياتها العفوية- ربما وغير البريئة أيضاً، رغم كل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار، وافتعال مطالب وأحداث لتحقيق مآرب مغرضة، لم تنطلِ على شيوخ وعقلاء ووجهاء الوطن.
ورغم كل من راهن على جمر الطائفية، وصراعات القبلية، واختلال توازنات أسياد المصالح، ها هو الشعب السوري من شماله لجنوبه، ومن شرقه لغربه يضمد جراحه بالصبر والإيمان، ويتسابق شبابه الواعد مع شيبه لفعل الخيرات التي تنزل الرحمات، ويأبى إلا أن يختم العشر الأواخر من رمضان بكمال صيام الجوارح عن الحقد والتفرقة، وامتثال أعمال الخير والإحسان، حباً في الله والوطن وتيمناً بقوله تعالى “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”.