بعيداً عن الأخلاق ومتمماتها بات الحديث عن واقع الحال في نزال لامثيل له لطالما مساحة عين الخوف والجشع تتقاذف في مزادها العلني جيوب الفقراء حيث تعبت آذانهم وأرهقت أبصارهم من كثرة التعويذات والتبريرات اللامنطقية التي تمارس من أصغر صاحب حانوت حتى أكبر تاجر جملة .
في زحمة الغضب والتشاؤم لما يجري في العالم من سطوة القوة واستغلال الشعوب وحصارها بأبشع الصور من قبل الغرب المادي الرأسمالي ومن يدور في فلكهم، فمن يشفع لأرواح الناس وهي تلفظ أنفاسها من قلّة الحيلة .
من الصعب وصف حالة التخمة التي وصل إليها البعض في هذا المجتمع وكيف طغى السلوك على أخلاقيات العمل حتى بات السلام بين الناس يخضع لميزان الأجر في تفاصيل المادة .
جنون في الأسعار و الغلاء يرسم خطه البياني مع أفول شمس كلّ يوم ليعاود الكرة مع إشراقتها باكراً
فما بال كلّ واحد من أصحاب المصلحة يسعر على مزاجه وقد مسّه انفصام قلّة الحياء من أصغر بقالية إلى أكبر متجر وكأن ضريبة الساعة تمسك بأقفال الأبواب .
قبل فترة قصيرة قفز سعر ليتر الزيت النباتي على سبيل المثال لا الحصر خلال ساعات وحسب كل منطقة من ٧٢٠٠إلى ١٠آلاف و١١الف ليرة ، وفي أحد محلات سعر الجملة بريف العاصمة وصل إلى ١٤ ألفاً، وقس على ذلك الكثير من سلع غذائية أخرى ومواد تنظيف وماشابه.
لعلّ معظم الزملاء كتب وفنّد وشخّص الوجع وقدّم رؤية منطقية للمعالجة وايجاد الحلول ولعل أبسطها وأنجعها تطبيق القوانين الوضعية، لكن ثمة معضلة في آلية محاكمة الضمير حين يتجبر، وحين يموت..فهل من يقظة شعور وإحساس بالمسؤولية ولو بالحدّ الأدنى ..؟
عين المجتمع – غصون سليمان