يبدو أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا مستمرة بالكشف عن المزيد من الأسرار المتعلقة بالدور الوظيفي الموكل للنظام الأوكراني الموالي للغرب، ولعلّ أهم وأخطر سر توصلت إليه هذه العملية حتى الآن هي الطيور المرقمة التي تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا في منطقتي إيفانوفو وفورونيج الروسيتين، والهدف من هذه الأبحاث كما أوضح متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية هو إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة.
فالمشروع الذي تشرف عليه واشنطن والمعروف بـ UP-4″” تم تنفيذه بمشاركة مختبرات بيولوجية في كييف وخاركيف وأوديسا بحلول العام 2020 والغاية منه دراسة إمكانية انتشار العدوى فائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة بما في ذلك أُنفلونزا H5N1 شديدة العدوى، والتي تصل نسبة فتكها إلى 50٪، وكذلك مرض نيوكاسل، إلى جانب تطوير مشروع R-781، الذي يستخدم الخفافيش كناقلات محتملة لعوامل الأسلحة البيولوجية.
من يعرف تاريخ الولايات المتحدة الأميركي في تمويل وإنشاء وصناعة الأسلحة النووية والجرثومية وصولاً إلى البيولوجية وتجريبها في مناطق عديدة من العالم على البشر والمحاصيل الزراعية والحيوانات، لا يمكن أن يستغرب ما تم كشفه في الأيام الماضية، ففي قيادة إمبراطورية الشر الأميركية وفي دولتها العميقة يقبع أشخاص عديمو الرحمة والإنسانية هدفهم نشر الموت والرعب وإلحاق المزيد من الخسائر بالخصوم والأعداء والمناوئين، والحصول على المزيد من الأموال والثروات ولايعوزهم الخبث ولا الوسيلة، فهم تلامذة مكيافيللي وقدوتهم جملته الشهيرة “الغاية تبرر الوسيلة”..!
الخطير أو ربما الأكثر خطورة هو أن بعض الأنشطة البيولوجية الأميركية المتهورة وعديمة المسؤولية لا يسمح بالتحكم في تطور الوضع الوبائي، وبالتالي من الممكن أن تخرج الأمور عن السيطرة وتجتاح الأوبئة الفتاكة أربع جهات الأرض، كما جرى مع وباء كورونا في العامين الماضيين حيث أودى بأكثر من ستة ملايين إنسان من بين نحو نصف مليار إصابة، ما يعزز القناعة بأن الكثير من الأمراض والأوبئة المعدية التي تصيب البشر والنبات والحيوان هي اختراع أميركي، ويفسر في نفس الوقت النزعة الأميركية للسيطرة والتحكم بمنظومة العقاقير والأدوية بهدف جني المزيد من الأرباح.
البقعة الساخنة -عبد الحليم سعود