افتتح أول أمس «مهرجان دمشق الثقافي» حاملاً معه العديد من النشاطات والمسرحيات والمعارض، ولاشك أن مانراه هو تراكم معرفي وثقافي تشكل مع التجارب التي خاضها ويخوضها السوريون عبر السنين.
المتابع لبرنامج المهرجان سيرى جهوداً حثيثة تختلف عن الأعوام السابقة نحو الأفضل، وهذا مالاحظناه ضمن خطة وزارة الثقافة لعام 2019 والتي تسعى من خلالها إلى تقديم شيء مختلف ومتجدد عمّا سبق.
أمس وأنت ترى جمهور المهرجان في دار الاسد للثقافة والفنون تدرك أن هؤلاء رغم مصاعب الأيام وتعبها معنيون ومهتمون بما نفعل، وبما ننجز، وهذا بحد ذاته تحفيز لاستمرارنا في هذا الدرب غير المفروشة بالورود.
أمام هذا لابد من القول أن الجهد في هذا المجال عدا عن كونه مطلوباً هو مهم، ويفترض أن يكون مشروعاً ثقافياً حقيقياً وله نتائج، يجب علينا قراءتها بشكل جيد لكي تساعدنا في المرات المقبلة من تجاوز السلبيات أو الأخطاء التي قد نقع بها…. علينا التعبير عن الرغبات والحاجات، وتجديد الأهداف والغايات، وتحمل المهام والتبعات، للحصول على النتيجة الأفضل، ولتحقيق مانطمح إليه جميعاً.
مهرجان دمشق.. مشروع ثقافي مهم، جمع المحبين والمهتمين لهذا الشأن، وصنع حراكاً جميلاً ومفيداً، أنعش المكان والنفوس، وأعطى للمشهد رونقاً أخر.
جماهير الثقافة باقون، ويأملون بتقديم المزيد لهم، لم يستسلموا لليأس أو لبعض الأخطاء، بل تسلحوا بالعزيمة والإرادة والتصميم والأمل لرسم طريق الحياة… وحولوا أوجاعهم إلى مناجم من الإبداع ومحطات من النجاح…
هكذا هم السوريون، وهكذا هي الثقافة الراقية والحقيقية التي توحّد الشعوب، وتزرع المحبة، وتغذي الأرواح وترتقي بها، لتبقى دائمة العطاء، في وطن هو الملاذ الآمن للبقاء على قيد هذه الحياة.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 10-4-2019
رقم العدد : 16953