«أستنة 12» تؤكد الثوابت السورية وتحشر أردوغان.. ترامب يبيع صكوك الوهم الاستعماري في «المنطقة الآمنة».. ولا حلفاء مشترين

مع انطلاقة استنة بجولتها الـ «12» وما تحمله من توقعات تفيد بإيجاد حلول ملموسة على الارض، يسعى النظام التركي الى وضع العصي في عجلة اي حلول ممكنة متماهيا في ذلك مع الاجراءات الاميركية التي لا تزال في تعاطيها مع كافة القضايا تفتعل لنفسها مسببا او مبررا تدير من خلاله اجنداتها العدوانية وترسم اهواءها في حدود تلك التصورات الوهمية، وتتعامل على اساسه في تحقيق اهدافها البعيدة والقريبة، وفي كل ما يخدم اجندات حليفها الصهيوني ايضاً في منطقة الشرق الأوسط، لذلك فهي اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضى إلى ورقة ضغط تستخدمها في معركتها السياسية، بعد ان فشلت في تحقيق اي مكسب على ارض الميدان السوري، يخدم اجندتها الاستعمارية، ويطيل أمد خططها الارهابية واستمرار بقائها الاحتلالي في سورية.
اميركا اليوم تعيد حساباتها حول مشروع ما يسمى «المنطقة الآمنة» شمال شرق سورية، بحيث تواصل واشنطن اللعب على كافة الحبال ولا سيما في تمديد مهامها الاحتلالية، من خلال طلبها من الدول الحليفة ان تبعث قوات ومعدات عسكرية الى سورية، بغية حماية حليفتها « قسد» من عدوان تركي، لكن على ما يبدو انه لم تسر الرياح بما تشتهي سفن ترامب وأسلافه ممن قادوا دفة الاعتداءات المتكررة على سورية.
وهذا ما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية، أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، طلبت من 21 دولة حليفة لها على الأقل أن تبعث قوات ومعدات عسكرية إلى سورية لكن طلب البيت الأبيض لم يلق القبول.
الصحيفة نقلت ايضاً عن مسؤول أميركي ان ما يقارب النصف من الدول التي تلقت طلب واشنطن، أكدت رفضها الصريح.
كما أفاد مسؤولون أميركيون، بأن الإدارة الأميركية عقدت اجتماعين رسميين على الأقل لأجل حث الحلفاء على المساهمة في جهود عسكرية شمالي سورية، أحدهما خلال الفترة التي أعلنت فيها الولايات الأميركية المتحدة عن قرار الانسحاب المزعوم من سورية، والثاني خلال الشهر الجاري، وحضر الاجتماعين كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك والنرويج وأستراليا وبلجيكا.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه اميركا تحاول معالجة خيباتها في رفض الدول مطالبها الاحتلالية، لم يكف الاخواني اردوغان على مدى ثماني سنوات من البحث على طريقة نحو تحقيق حلمه العثماني التوسعي، محاولا اللعب على كسب مزيد من الوقت الضائع يطيل فيه من عمر المنظمات الارهابية في ادلب وفي مقدمتها «جبهة النصرة» الارهابية.
ومع مواصلة التركي التهرب من تنفيذ بنود «اتفاق إدلب»، وخصوصاً منه إخراج الإرهابيين من المنطقة التي نص الاتفاق عليها وانتهاء المدة الزمنية المحددة لذلك، يرى مراقبون ان «الضامن» التركي سيحاول ضمن جولة أستنة بنسختها الجديدة السير في ذات طرق المراوغة من خلال الحصول على مهل زمنية جديدة في إطار سعيه لإبقاء الوضع على ما هو عليه في إدلب حيث يسيطر «تنظيم جبهة النصرة» الإرهابي على معظم المحافظة وأرياف محيطة بها.
في المقابل قالتها سورية مراراً بأنه سيتم تحرير كل شبر من الجغرافيا السورية ويحمل وفد الجمهورية العربية السورية في جعبته الى استنة اوراق التأكيد على ضرورة تنفيذ بنود «اتفاق إدلب» الذي يتمحور حول القضاء على المجموعات الإرهابية الموجودة في المحافظة، وهو قرار لا رجعة عنه، وقد انطلقت امس الجولة الـ12 من محادثات استنة.
وجديد هذه الجولة، هو مشاركة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسن فيها، كأول مشاركة له في مسارات تسوية الأزمة في سورية بعد تسلمه المهمة في كانون الثاني الماضي، وستشكل أول اختبار له.
ميدانياً: تزامناً مع انطلاق استنة تواصل التنظيمات الارهابية بتنفيذ الاوامر التركية في العمل على ما يعكر صفو الحلول السياسية والسلمية، حيث استهدف تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معه والتي تتخذ من قلعة المضيق بريف حماة الغربي منصة للاعتداء على المدن والقرى الآمنة، مدينة السقيلبية بأكثر من 15 قذيفة صاروخية، أدت إلى تضرر العديد من المنازل تضرراً جزئياً أو كلياً وبشكل كبير.
وأكد عدد من أهالي المدينة أن هذه الاعتداءات المستمرة على مدينتهم، لن تتمكن من شل إرادة الحياة لديهم، مشددين على أن إرادتهم في المقاومة لن تنكسر.
بالتزامن مع هذا التصعيد، شنت مجموعات إرهابية من «النصرة» هجوماً على نقطة عسكرية في محور الحاكورة بسهل الغاب الغربي فتصدت لها حاميتها، وخاضت معها اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة أسفرت عن مقتل العديد من الإرهابيين.
على صعيد آخر أكدت مصادر مقربة من ميليشيا «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في ريف حلب الشمالي المحتل، أن أنقرة تخشى من رد فعل موسكو، والذي سيكون بمنزلة «فيتو» رافض لإقامة الجدار العازل، الذي باشر جيش النظام التركي المحتل إجراءات بنائه في محيط عفرين من جهة الجنوب، لعزل المنطقة عن باقي أجزاء الأراضي السورية في ريف حلب الشمالي.
وكشفت المصادر المطلعة أن الخبراء العسكريين الأتراك لم يطرحوا فكرة تشييد الجدار على نظرائهم الروس خلال اجتماعهم به ثلاث مرات خلال الشهرين الأخيرين في مناطق متفرقة من ريف حلب الشمالي، كما لم تضع وزارة الحرب التركية موسكو بصورة عزمها البدء ببناء الجدار خشية معارضتها للخطوة، وهذا يؤكد التلاعب الكبير الذي تسلكه انقرة في التعاطي مع كافة الحلول والمسارات المتعلقة بما يخص الازمة المفتعلة في سورية سواء مع الصديق ام العدو.

الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الجمعة 26-4-2019
الرقم: 16965

 

 

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة