تمر هذه الأيام حاملة معها عدداً من الأعياد المباركة كعيد العمال وعيد الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.
نحتفل معاً بعيد التضحية والفداء, عيد مَن لم يغيبوا عنّا يوماً واحداً, فسورية عبر التاريخ تعرضت لغزوات وحروب كثيرة, وفي كل مرة كانت المنتصرة بدماء شهدائها الذين قدموا حكايات استئنائية في التاريخ, لمعنى الوفاء للأرض والهوية وللتاريخ نفسه.
في سنين الحرب واجهت سورية إرهاباً من مختلف أصقاع الأرض, لتبدأ الحكاية هنا ولتترسخ فصولها الحافلة بالتضحية والعزة والإباء, وليدرك العالم كله أن رجال الجيش العربي السوري هم كالراسيات من الجبال الشامخة لاتهزهم رياح هنا وهناك.
إنه يوم الشهيد الحاضر أبداً في وجداننا.. الموجة الأول والأخير لطريقنا… إنه يوم مَن حملوا الوطن أمانة في أعناقهم, ورخصوا بأرواحهم دفاعاً عن وجوده, مؤمنون أن دماءهم لن تذهب هدراً بل ستزهر نصراً وعنفوانا.
في سورية اليوم عرس حقيقي لمن ضحوا بأنفسهم, وصانوا كرامة الوطن لكي نعيش, هم طهر الأطهار وقدس الأقداس, هم صانعو الملاحم التي أثبتت بأنهم بصدق حماة الديار.
شهداؤنا وجه المقاومة البهي, والدم اليانع الذي أورق في ثرانا خصبا وعطاء, هم الحقيقة التي لم يستطع أن يشوهها الأوغاد, ونسغ حياتنا ونبض قلوبنا والحماة الذين نعيش بظلهم وبسواعدهم المقدسة.
أنتم المعنى الذي اعطى للدنيا وجودا، وللانسانية والحب الحياة… أنتم النور والورود التي نبتت في حقولنا.. المجد لمن أثبت أن سورية أسوارها عالية, وجدرانها مصونة, والمجد لمن رفض الذل وأبى الرضوخ, وحقق نصراً عظيماً… سيرويه التاريخ في صفحاته المجيدة.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 8-5-2019
رقم العدد : 16972