أحداث شائقة تشدنا اليها الرواية البوليسية (ثلاثة أيام وحياة) منذ البداية للكاتب الفرنسي بيير لوميتير حيث تكون بداية الأحداث بالتعرف على هوية القاتل وهو بطل الرواية (أنطوان) ابن الثانية عشرة لنكتشف انه طفل في بداية مراهقته يقتل في لحظة غضب طفلا آخر أصغر منه سنا، ومن هنا تنقلب حياته كليا لتأخذنا التساؤلات ماذا سيفعل…؟ ماذا سيحصل…؟ لنعيش قلقه ونشعر بخوفه فنتعاطف معه أحيانا ونستاء منه أحيانا.
تبدو لنا النهاية في البداية واضحة فيخيل للقارئ تفاصيل ستحدث أو متوقعة وتحمل التفاصيل أيضاً دلائل كثيرة لا تكون ذات أهمية لنكتشف فيما بعد أنها هي خيوط مهمة في الحبكة الدرامية، الرواية تحمل طابعا تراجيديا مأساويا يتمثل بالصراعات التي يعيشها البطل الذي فرض عليه تتابع الأحداث دون الإفصاح عن الفترات الزمنية كما كانت اغلب الجمل مضمرة لكن هذا لم يؤثر على فحواها ليستمر التشويق حتى آخر صفحة في الرواية ليتضح في النهاية السر وتكتشف أن الصفحات الأولى والأحداث التي قرأتها على عجل ظنا منا أنها ثانوية إلا أنها كلها تترابط في النهاية لتتضح الصورة كاملة.
اقتباس من الرواية: في نهاية ديسمبر1999, نزلت بمدينة بوفال سلسلة من النوازل، كان أهمها بلا مراء اختفاء الصبي ريمي ديسميد..في هذه المنطقة التي تكسوها الغابات وينظم حياتها إيقاع رتيب أثار اختفاء الصبي المفاجئ الذهول واعتبرها عدد كبير من السكان نذيرا بين يدي كوارث أخرى قادمة.
بالنسبة لأنطون، الذي كان الشخصية الرئيسة في تلك المأساة، بدا كل شيء عندما نفق الكلب.
يذكر ان الكاتب والروائي بيير لوميتير حائز على عدة جوائز في فرنسا وخارج فرنسا، أهمها جائزة الغونكور 2013عن روايته الطويلة (اللقاء فوق) ويعتبر من اهم كتاب الرواية البوليسية في العالم، ترجمت رواياته لعدة لغات وتعد رواية (ثلاثة أيام وحياة) أحدث رواياته، عدد صفحاتها 246 وأول طبعة 2017.
رانيا صقر
التاريخ: الاثنين 13-5-2019
الرقم: 16976