ربما هو حديث الساعة مايعرض على الشاشات الفضائية وتوزع الأعمال الدرامية السورية على غير محطة فضائية في انفراج ملحوظ بعيدا عن الحصار الذي كان يطالها في السنوات الماضية، هذا إلى جانب عودة الكثير من النجوم إلى ملعبها في سوق الدراما سواء على مستوى الفنانين أو شركات الإنتاج.
ونستطيع هنا أن نسجل لدرامانا حضورها الآسر وهذه المكانة التي تحتلها بين دراما الأعمال العربية,رغم ماتعرضت له من تحديات وصعوبات خلال الحرب الظالمة التي طالتها في غير جانب ومنحى، لكنها وضمن المتاح من الإمكانات استطاعت أن تمد جذورها عميقا لتكون عصية على الهزيمة أو الانحسار، وهذا ماأثبتته الدورات الرمضانية على مدى سنوات الحرب جميعها.
ولكن من يتابع الأعمال الدرامية للموسم الحالي لابد أن يستوقفه هذا الكم من القسوة والشرور ومشاهد العنف والقتل، وكأننا في سباق محموم مع قوى الشر التي بدأت تخيم على الكثير من تفاصيل تلك الدراما في مباشرة فجة وغير منطقية، ولا أظن الدراما تنصف مجتمعاتنا عندما تحاول أن تنقل هذه الصورة المشوهة عن بيئتنا، رغم أننا لاننكر أن صراع الخير والشر هو الرواية الأزلية التي لاتنتهي، ولكن ليس من مهمة الدراما حسب اعتقادي تكريس هذا العنف وخصوصا أننا مجتمعات لاتزال تحمل الكثير من مقومات الحياة الاجتماعية والعلاقات الحميمة على صعيد المجتمع كافة.
«ينصح بوجود الأهل» عبارة بدأت تظهر في شارة العديد من الأعمال الدرامية في إشارة إلى أن العمل الدرامي سيحمل في مضمونه ربما مايخدش الحياء أو مشاهد عنف وقتل قد تنعكس سلبا على سلوك الأطفال، وخصوصا أن الشاشة الفضية هي الضيف الأكثر حضورا ومتابعة في الشهر الكريم.
وماكنا نأمله من الدراما بعد تعافي البلاد من حرب ضروس، أن تعيد للحياة لونها الوردي، وترسم في خطاها معالم أكثر إشراقا وتفاؤلا، وتكون الغلبة للمحبة والتسامح وقيم الخير والحق والجمال وليس لسوق البورصة الإنتاجية، ولن نقول أننا في المدينة الفاضلة، ولكننا أيضا لسنا نخضع لشريعة الغاب، فلتكن الغلبة للمحبة.. وماأحوجنا !!
رؤيـــــــة
فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 21-5-2019
رقم العدد : 16982
السابق
التالي