تشاركية

تعد التشاركية أحد أهم صيغ التعاون المطروحة بين القطاعين العام والخاص وعنواناً عريضاً يعول عليه بالمرحلة القادمة، وقد عرفها القانون بأنها علاقة تعاقدية لمدة زمنية متفق عليها بين جهة عامة وشريك من القطاع الخاص يقوم بموجبها الشريك الخاص بالاستثمار في واحد أو أكثر من الأعمال، تصميم أو إنشاء أو بناء أو تنفيذ أو صيانة أو إعادة تأهيل أو تطوير أو إدارة أو تشغيل مرفق عام أو مشروع لدى الجهة العامة، وذلك بهدف المساهمة في تقديم خدمة عامة أو أي خدمة تتوخى المصلحة العامة مباشرة إلى الجهة العامة المتعاقدة أو نيابة عنها إلى المستفيد النهائي.
ويهدف القانون من خلالها إلى تحقيق العديد من الأغراض أهمها إفساح المجال للقطاع الخاص للمشاركة في واحد أو أكثر من الأعمال المذكورة وتشجيعه على الاستثمار في ذلك، وضمان أن تكون الخدمات المقدمة عن طريق هذه التشاركية قائمة على أسس اقتصادية سليمة وكفاءة عالية في الأداء، وأن تقدم بالأسلوب الأنسب وتحقق قيمة مضافة إلى الموارد المحلية، والعمل بشفافية وعدم التمييز وتكافؤ الفرص والتنافسية وسلامة ومشروعية جميع الإجراءات الخاصة بعقود التشاركية، وذلك لضمان تأدية الخدمات على نحو يتوخى المصلحة العامة مع الحفاظ على حقوق جميع الأطراف ومنهم المستفيدون النهائيون من الخدمات والمستثمرون من القطاع الخاص.
لقد اختلفت الآراء وتباينت الردود بين مؤيد لموضوع التشاركية وبين معارض لها حيث رأى فيها البعض بأنها استنزاف لموارد القطاع العام لتحقيق ما لا يستطيع تحقيقه القطاع الخاص بمفرده بسبب القوانين أو بعض العوامل الأخرى، إضافة إلى أن قانون التشاركية فتح الباب على مصرعيه لدخول القطاع الخاص إلى الكثير المجالات التي كان العمل فيها حكراً على الدولة.
بالمقابل رأى قسم آخر بأن التشاركية هدفها إعطاء الفرصة للقطاع الخاص للنهوض بالواقع الاجتماعي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والحاجة الفعلية لتدخل هذا القطاع في مشاريع البنية التحتية في ظل صعوبة توافر التمويل وندرة الموارد المالية وارتفاع التكلفة التقديرية لبعض المشاريع بما يفوق ما هو مخصص بالموازنة وتوظيف أموال القطاع الخاص بمشاريع تنموية بما يعود بالفائدة على الطرفين.
بمعزل عن الرأيين السابقين والدخول في متاهات الرفض والتأييد يبقى السؤال ما هي العوامل التي يجب تحديدها والمعايير التي يمكن الاستناد عليها لعقد شراكات ناجحة بين القطاعين العام والخاص ولا سيما في المرحلة الحساسة القادمة بما يضمن حقوق عمالنا ويحافظ على ممتلكات قطاعنا العام وأمواله ومنشآته.

بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 22-5-2019
الرقم: 16983

آخر الأخبار
تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟