شيء من الترقب والانتظار البارد يخيم على فضول المواطن في تلقف خبر يسر خاطره على صعيد تحسن وضعه المعيشي، وخاصة أن بعض الأبواب لم تغلق بعد في وجه الآمال بما يستجد من نقلة تسهم في انزياح غيمة مازالت تقف في مكانها وتحجب ما ينتظره من انفراج يدعم دخله أو قدرته الشرائية ويقلص من الهوة المتسعة يوما بعد يوم بين جيبه والسوق.
ورغم أن العمل الحكومي مستمر ولم يتوقف على أكثر من محور بما يتيح عودة الحياة الطبيعية إلى مختلف المفاصل المعيشية التي تمس حياة المواطن، لكن ثمة إنجازا ما هو الأقرب لهموم المجتمع السوري لم يحدث أو بالأحرى حدث لكن دون أن يحدث فارقاً يكافىء في مستواه الإنجاز العسكري والانتصارات المتسارعة والمتتالية، وربما لأن الوعود وبرامج العمل التي سبقت هذه المرحلة كانت أشد تفاؤلاً مما لزم، وهذا لايعني ضحالة في البرامج لكن ثمة حلقة لم تمسك بعد ربما تكون أبسط مما طرح سابقاً لكنها أكثر قرب لما يحتاجه المواطن اليوم.
لاشك أن الحكومة بذلت جهداً ولم تترك زاوية إلا وتطرقت إليها لعلها تكون الحل في إمساك هذه الحلقة المفقودة، ولانستبعد أن تكون الأزمات المفاجئة والمباغتة لبلدنا أثرت في انزياح الأولويات إلى مكان آخر؛ بل هذا ماحصل فعلاً لكن يجب وعند كل وقفة أن يكون هناك من يعنى بهذه الوقفة ومن يعنى بمتابعة المسير، ففي كل مناسبة سواء أكانت حزناً أم فرحاً هناك حياة مستمرة ولاتتوقف الأعمال رغم مشاركة الجميع في هذه المناسبات، وعند توزيع الأدوار تظهر الكفاءة في تنظيم المناسبة إما نجاحاً باهراً أو عادياً وإما فشلاً يخلط الحابل بالنابل.
واليوم تشتد وتشتد الحاجة للبحث عن الحلقة القادرة على إعادة بريق الأمل الذي لم يفقد لدى المواطن لكنه يبدو باهت اللون ويحتاج لروتشة جديدة تعيد لمعانه، ويبقى التوجه والتعويل على ما يمتلكه بلدنا من خامات ومقدرات ذاتية يجب أن توظف وأن يكون التركيز في المكان الصحيح والدفع في العجلة الأولى لتسير وفقاً لها بقية العجلات.
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 24-5-2019
الرقم: 16985