اللاذقية ومدنها وأريافها من المناطق المحرومة من محطات المعالجة.. ولعل دراسة مشكلات التلوث في هذه المناطق ورصدها على الأرض.. تظهر جلياً صورة ما يعاني منه المواطن هناك.. ليس في المدن فقط بل في القرى والبلدات البعيدة.. فالمشكلات البيئية الأساسية للمناطق المقصودة.. تتلخص بغياب كامل لمحطات معالجة الصرف الصحي، الأمر الذي يؤدي إلى توجيه مياه الصرف إلى مجاري الأنهار، وهذا ينعكس بشكل كارثي على المواطنين.. فالتلوث يهدد كافة مصادر المياه التي يشربون منها، ويؤكد واقع الحال أن خطر التلوث قد يصل إلى اهم مصدر مائي في المنطقة وهو نبع السن!! ما يتطلب عملاً سريعاً في إنجاز محطات المعالجة.. وهنا المفارقة الكبيرة… منطقة تنعم بمياه عذبة وغزيرة تنتشر على شاطىء البحر… مهددة بالتلوث.. وبالتالي ستضحي لاحقاً مهددة بالعطش رغم وفرة المياه!!.
المطلوب حل إسعافي سريع لإقامة محطات معالجة في محافظة اللاذقية للحفاظ على نظافة المياه الجوفية والسطحية.. وضمان صلاحيتها للشرب.. ولأنه وبحساب بسيط تدفع الدولة.. وستدفع تكاليف كبيرة لمعالجة وتصفية تلك المياه نتيجة غياب الصرف الصحي والصرف الزراعي وغيرهما، فلماذا لا تدفع هذه التكاليف في معالجة مياه الصرف الصحي وغيرها.. والتي لا بد منها طال الزمن أم قصر وبالتالي نحافظ على المياه.. تلك النعمة الكبيرة.. عذبة نقية.. ونحافظ على المال العام.. ولا سيما أن هناك خططاً ومشاريع ودراسات لكنها تراوح مكانها.. نريد بكل اختصار أفعالاً.. لا أقوالاً!!.
نعمان برهوم
التاريخ: الأثنين 27-5-2019
رقم العدد : 16987