هل يكفي أن يكون لدينا اتحاد باسم الرياضة للجميع حتى تكون الرياضة للجميع فعلاً؟
سؤال نطرحه ونحن نعلم أنه لا علاقة لهذا الاتحاد في أن تكون الرياضة بأنشطتها المختلفة متاحة للجميع فعلاً، ونقصد هنا الأطفال الذين هم المستقبل في هذا الوطن بشكل عام، والرديف في ألعابنا ومنتخباتنا بشكل خاص. وما دفعنا للكتابة في هذا هو بدء الصيف وافتتاح المدارس الصيفية في الأندية والمنشآت الرياضية، هذه المدارس التي بات التسجيل فيها عبئاً على الناس (معظمهم)، وهم الذين بالكاد يستطيعون إيجاد قوتهم في ظل هذا الغلاء الفاحش، ليقعوا بين نارين، نار المعيشة الصعبة، ونار رغبة الأولاد في ممارسة هواياتهم المختلفة، وضرورة ذلك لبناء جيل قوي في هذا المجتمع، ولاسيما بعد الأزمة التي استهدفت سورية، وتم تجاوزها والحمد لله.
والمعروف أن المنشآت الرياضية عموماً ومنشآت الأندية بشكل خاص وجدت لتكون للجميع، وهذا ما أكد عليه القائد المؤسس حافظ الأسد في مقولته الشهيرة(إني أرى في الرياضة حياة)، ومن هنا نناشد أصحاب القرار في جعل ممارسة الرياضة بالنسبة للأطفال متاحاً للجميع، ورغم أن الأعذار التي تتردد وتعلق ارتفاع الرسوم على التكاليف والنفقات، إلا أننا نأمل أن يتم التخفيض إلى الحد الأدنى الذي يمكن معه التسجيل، وهذا الكلام نخص فيه منشآت الاتحاد الرياضي، والأندية التي لا تعتمد بشكل مباشر على التمويل الذاتي ولديها مساعدات وميزانية توفرها الدولة، ونعتقد أن الاستثمارات في منشآت الاتحاد الرياضي وفي الأندية يمكن أن تعوض قلة الأرباح.
نعم يجب أن تكون الرياضة للجميع ولنساهم جميعاً في بناء جيل قوي بدنياً وثقافياً، لأن هذا فيه خير الوطن في هذه المرحلة وفي المستقبل، ونأمل أن نجد صدى لهذا النداء الذي أطلقناه مع نداءات الأهالي الذين يعجزون عن الدفع بأطفالهم إلى المدارس الصيفية إذا بقيت الأمور عبارة عن تجارة واستثمارات، على حساب من هم أحق بهذه المنشآت.
هشام اللحام
التاريخ: الأثنين 27-5-2019
رقم العدد : 16987