تنظيم القاعدة الإرهابي من جديد وجهاً لوجه مع نظام الاستبداد الأردوغاني، ليس على شكل مواجهة بين الطرفين كأعداء، كما يروج الأخير في أبواقه الإعلامية، بل هو لقاء أصدقاء تم في إدلب، جمع ضباط الاستخبارات التركية مع متزعم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي أبو محمد الجولاني ومعه ممثلين عن التنظيمات الإرهابية الأخرى المنتشرة في هذه المحافظة.
الاجتماع المذكور إن دل على شيء فهو يدل على أن نظام أردوغان متورط حتى شحمتي أذنيه في الحرب الإرهابية على سورية، وأن كل ما كان يمارسه في الفترة الأخيرة كضامن للتنظيمات الإرهابية بموجب منصة أستنة، ليس إلا نفاقاً وكذباً تم استخدامه من قبل هذا النظام لإطالة عمر الأزمة وليس للمساهمة في حلها.
كما أن تنصله من اتفاق سوتشي وعدم وفائه بما التزم به أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتفاق خفض التصعيد، يكشف انخراطه بالمشروع الإرهابي الأميركي في سورية والمنطقة، على عكس ما يتم تداوله إعلامياً، بوجود خلافات بين الجانبين.
فالعلاقات الثلاثية بين النظام التركي وتنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين وغيرهما، وإدارة البيت الأبيض تسير بشكل منتظم بينهم في الخفاء، وأحياناً في العلن، ويأتي معهم الكيان الصهيوني الذي أعلن من لسانه الإعلامي أنه قام في تدريب «منظمة الخوذ البيضاء» الإرهابية لتنفيذ مسرحيات على استخدام السلاح الكيماوي ليتم اتهام الدولة السورية في هذه المسرحية المقيتة.
فالاجتماعات التي جمعت نظام أردوغان وإرهابيي القاعدة، وكذلك التدريبات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على عين المجتمع الدولي لإرهابيي الخوذ البيضاء، والكذب والنفاق الذي تمارسه واشنطن وباريس ولندن وغيرها في مجلس الأمن الدولي، كلها مجتمعة لم تتم لولا انحشار الإرهابيين في أوكار وأماكن لا يمكنهم الخروج منها إلا إلى حتفهم الأخير على يد أبطال الجيش العربي السوري.
راغب العطية
التاريخ: الخميس 30-5-2019
الرقم: 16990