فيما يشبه إعادة انتشار لإرهابيي تنظيم داعش، تجري القوات الأميركية الغازية بين فترة وأخرى، بالتعاون مع أداتها في الجزيرة السورية ميليشيا قسد، تنقلات لهؤلاء الإرهابيين الذين تستضيفهم واشنطن في السجون التي أقامتها لهذا الغرض في مدينة الحسكة وريفها، وذلك بحسب الحاجة وتطورات المشروع الإرهابي الأميركي.
ولما كانت إدارة البيت الأبيض بيدها كل خيوط الإرهاب حول العالم، من سورية والعراق واليمن إلى ليبيا وصولاً إلى أوكرانيا التي فتح حدودها رئيس نظام كييف أمام كل الإرهابيين والمرتزقة، فمن المؤكد أنه في هذه الفترة ستجري الـ”سي آي أيه” إعادة انتشار واسعة للإرهابيين في كل الاتجاهات، لتغذي في هذه الفترة الجبهة الأوكرانية التي أشعلها الغرب على حدود روسيا ظناً منه أن هذه المخططات ستضعف روسيا وتحد من دورها على الساحة الدولية.
وعليه فإن عمليات نقل العشرات من الدواعش من سجون كامب البلغار والشدادي والصور بريف الحسكة الجنوبي إلى سجون أخرى بالريف الشمالي التي قامت بها القوات الأميركية الغازية لا تخرج عما يجري في الشرق والغرب ومنها الساحة الأوكرانية، لجهة قيام الولايات المتحدة الأميركية بإمداد الجبهات المشتعلة بالمزيد من العناصر القاتلة المزودة بالخطط الإرهابية ومعها أدوات القتل والتدمير، دون إعارة أي اهتمام للنتائج الكارثية التي سترتد على كل شعوب الأرض ومنها الشعب الأميركي الذي يعاني هذه الأيام ويحصد ما زرعته إداراته من حروب وإرهاب.
وأمام إمعان الإدارات الأميركية المتعاقبة في دعم الإرهاب والاستثمار فيه بشكل واضح وفاضح، وأمام صمت المجتمع الدولي وشلل مؤسساته المعنية بحفظ السلم والأمن والاستقرار العالمي، فلا خيار سوى خيار الشعوب وفي مقدمتها الشعب الأميركي كي تضغط على أصحاب القرار في واشنطن وكل العواصم الأوروبية والأطراف الإقليمية التي تأتمر بأمر سيدها الأميركي، كي يعودوا إلى رشدهم ويكفوا عن دعم الإرهاب الذي سيرتد عليهم عاجلاً أم اجلاً، ولا حل أمام العالم إلا بالقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه الشريرة.
حدث وتعليق -راغب العطيه