تعددت أشكال العدوان على سورية في السنوات الأخيرة وتنوعت، والهدف واحد، ولم يترك داعمو الإرهاب الداعشي والقاعدي، من الولايات المتحدة الأميركية إلى الكيان الصهيوني إلى الأوروبيين، مروراً بنظام أردوغان ومن لف لفه من أنظمة المنطقة، لم يتركوا هؤلاء وسيلة من وسائل العدوان والأذية إلا واستخدموها في محاولة مستميتة منهم للنيل من مكانة سورية الحضارية ودورها الإقليمي والعالمي.
فكانت البداية مطلع ربيع 2011 عندما قامت واشنطن باستحضار تنظيماتها الإرهابية وفي مقدمتها داعش إلى سورية تحت مسميات مزيفة، لا علاقة لها بالحقيقة والواقع، ورفدت هذا التنظيم الإرهابي الخطير بكل القتلة والمجرمين من جميع أصقاع الأرض ليكون الأداة الأولى والموكلة بدون منازع بتنفيذ الأجندة الإرهابية الأميركية في المنطقة والعالم.
ومنذ ذلك الوقت بدأت منظومة العدوان بتنسيق أفعالها الإجرامية في الأراضي السورية وتتبادل الأدوار في تقديم الدعم المباشر لداعش وشركائه الإرهابيين، ويكون الدعم تارة بشكل إفرادي وتارة بشكل جماعي، والسبب في كل هذه الهجمة العدوانية الشرسة هو عدم رضوخ دمشق للهيمنة الأميركية وعدم تفريطها بمواقفها الوطنية والقومية ولا بتحالفاتها الاستراتيجية مع أصدقائها والدول المحبة للسلام.
والعدوان الصاروخي الإسرائيلي الذي استهدف فجر اليوم بعض النقاط بمحيط دمشق، والذي تصدت له وسائط دفاعنا الجوي بكل قوة وجدارة، مسقطة معظم صواريخه، هو جزء أصيل من الحرب الإرهابية المستمرة ضد سورية منذ أكثر من عشر سنوات، وتوقيته يأتي للتغطية على الجريمة التي ارتكبتها إدارة بايدن وما زالت في مدينة الحسكة والأحياء المحيطة بسجن الثانوية الصناعية.
ويتكرر هذا العدوان من جانب الكيان الصهيوني كلما دخلت معركة سورية ضد الإرهاب مراحل حاسمة سواء كان ذلك في ساحات المعارك والعمليات العسكرية على يد أبطال الجيش العربي السوري، أم في الميدان السياسي والقانوني الذي يتسع مع ازدياد أعداد المنضمين لعمليات التسوية الجارية هذه الأيام في عدد من المحافظات، والتي كشفت من خلالها دمشق زيف شعارات الغرب في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وفي النهاية لن تفلح اعتداءات العدو الصهيوني ولا جرائم الاحتلال الأميركي بإحياء تنظيم داعش الإرهابي من جديد، ولن تثن عزيمة السوريين الذين يملكون كل الأحقية في الدفاع عن وطنِهم في مواجهة الإرهاب وكل أنواع الاحتلال بكافة السُبل حتى تحرير كل شبر من ترابنا الوطني الذي سيظل دائماً عزيزاً حراً كريماً.
حدث وتعليق – راغب العطيه