حجتهم داحضة

 

 

تحملت الدولة السورية منذ استقلالها ضغوطاً وحصارات. وبعد كل أزمة كانت تعيد تكوينها من جديد، إلى أن صنعت انتصاراً في تاريخها الحديث، بدأت بعده ببناء ذاتها على عقيدة راسخة لا تقبل الجدل. المثابرة والعمل وبناء الجيش حامي حمى الوطن.
رحلة تلامس نصف قرن حصَّنت سورية، لم تنحرف فيها البوصلة يوماً عن العدو الصهيوني. إلى أن ولغنا في حرب ضروس، قربان النصر فيها كانت كواكب خيرة الشباب الغالي. تجاه المتمردين على ذائقة الحياة، من واجهوا الجمال والعطاء بالقتل.
أصوات تعالت في وجه انتصاراتنا على الإرهاب، وقطع أذرع الأخطبوط. تنبح في محافل الأمم المتحدة. عبر ورقة يحركها الصهاينة، تنطوي على كذبة استخدامنا السلاح الكيميائي. ذات الكذبة التي أودت يوماً بالعراق إلى عصر الانحطاط.
العالم كله يعلم أن سورية بعد ترحيل سلاحها الكيميائي، برعاية الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، وتأكيد اللجان التي أعلنت خلوها من الكيميائي، لم يعد من حق أحد اتهامها باستخدامه، فضلاً عن حرصها على أبنائها بالمصالحات.
كلما ضاقت الدائرة على أذرع الأخطبوط، روجت وسائل إعلامهم الداعمة لعصابات الإرهاب، أن الجيش العربي السوري سيستخدم السلاح الكيميائي في معركته القادمة، حجة داحضة، يُكْشَفُ مستورها من خلال إثبات امتلاك عصابات الإرهاب للكيميائي.
تدخل المواد والغازات السامة، مع التعزيزات التي تتوارد لعصابات الإرهابيين، في كل مكان يتواجدون فيه، وتمثل المسرحيات مجاميع الخوذ البيضاء في الأماكن التي تدور فيها طاحونة الموت، مشبعة بالصور المفبركة مع بدهية دحضها من العيان.
لماذا لم تستكمل تحقيقات خان العسل؟ لماذا لم تخمد الأصوات بعد كل ترويج يواجه بتقارير ملموسة من الحليف الروسي، وتفكيك للصور والمشاهد المركبة، في بعض مواقع دحر الإرهابيين والقضاء عليهم؟ ببساطة لأن الكذبة تأتي من داعمي الإرهاب.
الآن وفي انتظار معركة الفصل في إدلب، حيث تترنح النصرة بمسمياتها وداعمها التركي، يزداد الترويج لاستخدام الكيماوي، السيناريو ذاته الذي تبنته وسائل الإعلام الأصفر، قبل بدء معركة الغوطة، ثم انطفأت جذوته حينما دحضت حججهم الواهية.
مُسِحَتْ حججهم المكتوبة بالحبر السري الصهيوني. فالفكر الذي روجوا له على أنه فكر ثورة. ظهر بهتانه أمام الفكر الذي حقق الانتصار، رغم مرور بعض من شعار الفوضى الخلاقة، الهدامة في فحواها، التي اخترقت بعض النفوس الضعيفة إنسانياً.
الوطن ليس خارطة تضاريس ننتمي إليها، إنه روح مسكونة فينا، يملأ رئاتنا مع الأنفاس، ولا يخرج مع الزفير، بل يستقر في سلوكنا وإيماءات حيواتنا. في تقبلنا للآخر الذي رمى سلاحه وثاب إلى رشده، في صوتنا الراسخ في حالة كمون.
اليوم ونحن نكتب بأقلام مدادها دم أبنائنا، تاريخنا في زمن سني الحرب، أصبح العالم على بينة أن كل المؤامرات الفاشلة والحجج الداحضة، أسقطت مشروع الطائفية والتقسيم. وأن سلاحنا الفكري الذي أنتجته الحرب يتقد في شباب الوطن.
سلاح الفكر فردياً كان أم وطنياً، شذبته الحرب ليثبت ديمومته، أمام ذاك الغث الذي انكفأ وأقلام البعض، الذين ترزّقوا منه زمن الاستقرار والرخاء. واختفى في الساحة الرمادية لانتظار الكفة الراجحة، فيمد حروفه، لابد للعمر الجديد من قراءة أخطائنا.
العنصر الأصيل الذي أُهْمِلَ يوماً، وسطع شعاعه في زمن الحرب، لن تضيع منه ساعة أمل لتهرب لمن لا يستحق فرصة الحياة. فمن لم تكبل الحرب قلمه ولسانه فلابد أن يتهيأ له فضاء يحلق فيه ليكون من صناع حضارة المستقبل.
كرت الكيماوي الأصفر الذي ترفعه مندوبة أميركا في مجلس الأمن، قبل دخول الجيش السوري في أي معركة فاصلة، كما في حلب والغوطة، أصبح حجة داحضة وهي تلوح به اليوم، قبل معركة إدلب أياً كان أسلوب حسمها. حيث حسمها محقق.
بعد الانتصار الكامل، لن يبقى من حجة لمن دخل الأرض السورية بغير شرعية، أن يبقى فيها فحجة داعش انتهت، وحجج أردوغان لها نهاية، وأي جماعة تظن أن لديها قوة تكسر بها إرادة الشعب والجيش العربي السوري، عليها أن تدرس حجمها جيداً.
رحلة العدم على الأرض السورية مقيتة، شهدها العالم أجمع، وإن بقي لدى البعض شك فهذا منتهى الغباء.. انتصارات سورية دائمة عبر العصور، فعلى أسوار دمشق كم تكسرت من سيوف، لأن جمالها محصّن لا يخدش. ويحوط سورية الحب الإلهي.

شهناز صبحي فاكوش
التاريخ: الخميس 30-5-2019
الرقم: 16990

آخر الأخبار
جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة"