مبعوث أميركي إلى السودان لدعوة الأطراف المتنازعة للحوار..؟!
ولما كانت أميركا راعية الحوار والاتفاقات في الشرق.. في أكبر عملية تخريبية في التاريخ، سياسية بالظاهر ولا تخفي أبداً العمل العسكري عن دعمها.. كان على السودان أن يتحسب لراية الخراب والتخريب والفوضى الهدامة الأميركية.. وما تشكله من تحدي أكثر من خطر..
بإمكان السودان الاتعاظ من أي بلد عربي يختاره ليحسن قراءة النيات الأميركية.. بما في ذلك الاتعاظ من السودان نفسه.. قبل البشير وأثناء حكمه خصماً إسلامياً في البدء ثم تابعاً إسلامياً فيما بعد، لم تنفعه تبعيته من النزول إلى المقلاة الأميركية.
هو الحال نفسه أو قريب منه يشتد هنا ويتراجع قليلاً هناك.. من الجزائر إلى المغرب.. ولا تحسدوا استقراره الراهن فهو غير مستقر رغم عشق نظامه إلى درجة التيه لنمنمة الأصابع الأميركية حين تمتد إلى حيث تريد أن تمتد.. ثم تونس في مظهر جديد للمحنة؟؟ هو مظهر السياح الصهاينة يتدرجون على البساط التونسي.. ويقصدون ضريح الفلسطيني خليل الوزير لوضع بصمة لهم تذكر كل عربي بأنهم هم.. هم.. ونحن المتغيرون..
ثم ليبيا ويا لحالها يوم وثقت بالرعاية الأميركية.. كذا هو الحال في مصر والعراق ولبنان وفلسطين.. و..؟ّ وكل مكان دخلته الرعاية الأميركية على حراب العداء أم على يخوت الصداقة وتقديم الحماية والبحث عن الحوار..
فقط الخليج.. نالت الحماية على طريقة القطة التي تأكل فراخها لتحميهم..؟!
لا حاجة للتحليل والاستنتاج.. هي البصمات الأميركية في كل نقطة للانكسار العربي والخراب في هذا العالم الذي لم يعد له من حدود ولا مقومات..
لم تكن أميركا بعيدة عن السودان مع حكم البشير.. ولما قام التمرد الشعبي ضده.. لم تكن بعيدة عن المجلس العسكري الذي اقتنص الحراك ليشكل مجلساً عبر أكثر من مرة عن الرغبة في الانتظام في الصف الأميركي.. كان أبرزها حين أعلن من السعودية أنه يدعم التحالف العربي لتدمير ما بقي من اليمن.
واليوم إذ يقر المجلس العسكري بمسؤوليته عن تصفية الاعتصام الشعبي أمام قيادة الجيش محاولاً امتصاص الغضب لمقتل العشرات من المعتصمين.. يأتي الخبر الناعم الجميل يقول: نحن هنا..
مبعوث أميركي للسودان.. أي راية للدمار تقترب من بلد غربي آخر.. لم يكن ينقصه الخراب..
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 12-6-2019
رقم العدد : 16998