تراه يكاد لا تخلو جعبته من لقب أو ميدالية أو إنجاز في مشاركاته الإقليمية والدولية، وفي سعي حثيث لتحسين رقمه الشخصي، على اعتبار أن أم الألعاب لعبة أرقام بالمقام الأول، وخصوصاً القفز العالي الذي يتنافس فيه الأبطال على (سنتمتر) واحد.
في رياضتنا عموماً وألعاب القوى تحديداً أحد الأبطال المتميزين في مسابقة الوثب العالي، يضارع عمالقة اللعبة ويقارعهم ويتفوق عليهم في بعض الأحيان ويجردهم من ألقابهم ويسلبهم متعة التربع على رأس هرم اللعبة على المستوى العالمي، على الرغم من التفاوت الكبير والبون الشاسع في الإمكانات المرصودة والطاقات المحشودة والاستعدادات والمعسكرات وفرص الاحتكاك التي ترجح كفتهم على كفته!ما يدفع الذهن للتساؤل، وبشكل عفوي، عن الإحاطة بالحالة المتوقعة، إن توفرت الإمكانات المادية والفنية والإدارية، وتم تجاوز الظروف الصعبة وسياسة الترشيد وضغط النفقات وشد الحزام المزمنة؟!
ننتظر ردحاً من الزمن، ربما يمتد لعقود، حتى نشهد ولادة نجم يتمتع بالموهبة، وينتظر دوره في السلسلة الموضوعية من عمليات الاكتشاف والصقل وتطوير المهارات والإعداد البدني والبناء النفسي والفكري، وما يعقب ذلك من التحضير والتدريب وصولاً إلى مرحلة البطل القادر على تحمل عبء صنع الإنجاز وتسجيل الحضور الفاعل، لا المشارك فحسب، في المحافل الدولية.. ومع ذلك لا نرى ذلك المنهج العلمي المدروس القائم على العلم والتخطيط السليم في رعاية المواهب وصقل المهارات وتشذيب الخامات، فيطغى الدافع الذاتي وتسيطر المبادرة الفردية، ويبقى الحضور الأقوى للموهبة المجردة، لذلك تبقى رياضتنا معتمدة بشكل رئيسي وربما أوحد على الإشراقات والطفرات.. وتخسر الكثير من مشاريع الأبطال.
مازن أبو شملة
التاريخ: الاثنين 24-6-2019
الرقم: 17007