لكل طريق نهاية ومن بدأ مشوار سنته الدراسية بالجد والدراسة الصحيحة بعيدا عن الاستهتار والتأجيل فإنه لابد أن يجد نتيجة لذلك فمن درس واجتهد سيحصد ما زرعه فها هو اليوم الذي تنطبق عليه مقولة يوم تبيض وجوه ويوم تسود وجوه .
حيرة
و نجد الطلاب بعد امتحاناتهم الثانوية يمضون فترة أول الصيف وهم يحسبون علاماتهم ويتوقعون ماذا سيسجلون وهل سيحققون حلمهم الذي كانوا يحلمون فيه منذ نعومة أظفارهم أم ..؟ و يتساءلون ماذا عن أحلامهم هم ..هل يحق لهم البوح بها أم انهم قاموا بواجبهم وانتهى.
والبعض الآخر يفكر هل سيحقق حلم والديه الذي طالما حدثوه عنه وتغنوا به أمامه وأمام كل أقربائهم وأصدقائهم ،وهل سيكون هو منبع الفخر لأبويه بأن يسجل الفرع الذي يرغب به والداه ويتمنوه له .
وهكذا إلى أن تظهر نتائج المعدلات فيبدؤون بدراسة وفحص هذه المعدلات ،فتارة يفرحون ويرقصون ويدبكون وتارة يخافون ويخشون من ارتفاع في المعدلات أو من غلطة صغيرة بالتسجيل تقضي على أحلامهم ،وتجعلهم من الطلاب البائسين والذين يتحسرون على كل شيء ،و في حال الغلطة سيكونون من الطلاب الذين ضاعت أحلامهم وأحلام آبائهم في مهب الرياح ووقتها ليس بوسعهم سوى توكيل مستقبل ابنهم على الله .
آباء يحققون أحلامهم
وأحيانا كثيرة نجد غالبية الطلاب يقعون تحت سيطرة والديهما فهما من يسارع لاختيار الفرع المناسب لابنهما او ابنتهما ولكن من وجهة نظرهم هم طبعا مع مراعاة للعلامات ونسيان رغبة ابنهم فيما يرغب أن يدرس،فلا يسألوه عن رغبته في الفرع الذي يحب أن يدرسه أو ماذا يطمح أن يكون بالمستقبل ولا يهتمون لأحلامه ،حتى إننا نجد أغلبية الآباء أو الأمهات هم من يملأ رغبات الاستمارة واختيار الكليات التي على ابنهم أو ابنتهم أن يدرسوها حرصا منهم على تحقيق رغباتهم هم ،أو لأنهم حسب مزاعمهم يعرفون مصلحة ابنهم أكثر منه ،والبعض الآخر يسعى لتوريث مهنته لأبنه فيكون ابنه امتداداً له في الحياة وكذلك العمل متناسين ومتجاهلين ما يرغب هو به .
نجد جميع الأهالي يطالبون أولادهم بالتسجيل بالكليات الطبية حتى وإن كان الابن بعيداً عنها كل البعد لكن الجو العام يجعل الأبوين يتمسكوا بهذه الرغبة لابنهم كونها ترفع من شأنهم ومكانتهم بين الأقارب والأصدقاء.
التأقلم مع تحديات الواقع
الباحثة في علم النفس سونيا الأحمد تقول:أنه يجب على الطلاب المسجلين أن يقوموا بدراسة الرغبات التي يريدون أن يسجلوها بالعلامات التي حصلوا عليها بأن توصلهم الى الطموح والمستقبل الذي يحلمون به لا أن تتوقف الحياة عند تسجيل ابنهم هذا الفرع فقط ،فاليوم وبعد انتشار التكنولوجيا وتطورها وتحكمها بسوق العمل الذي غدا اكثر مرونة وحاجة الى مهن عديدة مواكبة لهذه التطورات وفي غالب الأحيان لا تجري الأمور وفق ما يخطط له الكثيرون في أيام الدراسة لذلك على الجميع أن يعي أن الحياة تقدمت وتطورت والتطور التكنولوجي هو الذي يقود العالم وسوق العمل في معظم أنحاء العالم و لم يعد بوسعنا تجاهل هذا الأمر.
فالعديد من المهن أصبحت تقليدية الى حد ما وطلابها أعداد كبيرة بل هم الفئة الأكبر بين أفراد المجتمع لذلك على الجميع أن يعي أن بلدنا اليوم هي بحاجة اكثر من أي وقت مضى الى كل خبرة وكل جهد ومعلومة تسهم بإعادة الإعمار والتطوير وعلى الجميع أن يسعى لاكتساب المهارات العديدة في شتى المجالات حتى يتسنى لهم الحصول على فرصة عمل وألا يكونوا عاطلين إلى وقت ما.
وتضيف الأحمد أنه مع تطور الحياة وتقدمها لابد من التأقلم مع تحديات الواقع واكتساب المهارات التي تتماشى مع تحولات العصر وآفاق المستقبل، بدلا من تضييع سنوات إضافية من عمر شبابنا في مطاردة وظائف خفتَ بريقها وأصبحت فائضة عن الحاجة.
على كافة ابناء مجتمعنا ان يعوا ان بلدنا بعد هذه الازمة هي بحاجة الى كل جهد يبذله ابناؤها في سبيل خدمتها واعمارها .
تبين الاحمد قائلة :أنه وبشكل عام أصبح جيل الشباب بعد هذه الأزمة يغلب عليه الإحباط واليأس جراء الظروف الاجتماعية التي يعيشونها خاصة بعد الحرب التي مرت على بلدنا وأحرقت كل شيء ودمرت وهجرت اجيالاً عديدة من ابناء سورية الحبيبة
فعلى الجميع ان يعمل بحب وجد من اجل مستقبل سورية التي تحتاج منا كل الجهد وكل العلم والتعليم وكل ذرة عرق تبذل فيها كي تعود كما كانت وافضل .
ميساء العجي
التاريخ: الأربعاء 17-7-2019
الرقم: 17026