هكذا يكون الدعم !

 

كثيرون هم الذين يتحدثون عن دعم مالي غير محدود تقدمه تلك الشركات التي دخلت على خط رعاية بعض أنديتنا، كما يحدث على سبيل المثال لا الحصر في ناديي حطين والاتحاد، وكثيرون أيضا يعتبرون أن الضخ المالي الذي يشهده سوق انتقالات اللاعبين والمدربين أو ما يصطلح عليه اسم (الميركاتو السوري) حالة إيجابية بامتياز، باعتبار هذه الشركات ساعدت الأندية التي ترعاها على التعاقد مع اللاعبين والمدربين الذين تحتاجهم الأندية، وبالتالي توفير الكتلة المالية التي تضمن إبرام هذه التعاقدات.
لكن بالمقابل يوجد نسبة كبيرة من متابعي كرتنا ومن العارفين ببواطن الأمور، والمدركين حتمية وجود سلبيات لكل تجربة دون أن تكون إيجابية بالمطلق، لديهم تحفظات على الطريقة التي تقوم من خلالها الشركات الراعية بدعم الأندية، حيث لا زالت تقتصر طريقة الدعم على توفير الاحتياجات المالية لتمويل عدد من الصفقات على مستوى الكم والنوع.
إذاَ بين من يعتقد أن الدعم الذي تقدمه الشركات الراعية إيجابي بامتياز ولا يمكن أن يمثّل غطاء لأي نشاط آخر تقوم به هذه الشركات، وبين من يرى أن الدعم يجب أن يأخذ شكلا مختلفا، يكمن التباين في وجهات النظر بين ما هو مؤيد وما هو رافض أو متحفظ لهذا الدعم، الذي أدى لتضخم كبير في القيمة المالية لعقود اللاعبين والمدربين، باعتباره أمراَ سيؤدي لعجز الأندية الأخرى عن توفير ميزانية تسمح لها بالتعاقد مع اللاعبين الذين يكون هناك حاجة إليهم.
بهذا الشكل المعمول به حاليا يكون الدعم مفيدا لعدد محدود جدا من الأندية ولاسيما تلك التي تتلقى الدعم، بينما تكون الآثار سلبية على باقي الأندية، في الوقت الذي يمكن فيه للدعم المقدم أن يأخذ شكلا إيجابيا فيما لو كانت الأموال المدفوعة بهدف تطوير البنية التحتية لكل ناد، والعمل على مستوى القواعد والفئات العمرية، لأن توجيه الدعم لخدمة تطوير الفئات العمرية سيغني أي نادي عن المساعدات والدعم في المستقبل القريب، بينما لا يمكن للشكل الحالي من الدعم الذي تقدمه الشركات أن يخدم أنديتنا إلا لمواسم قليلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
طبعا تحديد شكل الدعم وأين وكيف يتم صرف الأموال مسألة على أنديتنا الالتفات إليها، بحيث تشترط على الجهة الداعمة أن توجه دعمها نحو خدمة العمل على البنى التحتية والفئات العمرية، وبهذا الشكل سيكون دعما مفيدا، أما البقاء على الوضع الراهن فهو يعني أننا أمام دعم سلبياته ومضاره أكثر من فوائده بكثير.
يامن الجاجة

 

التاريخ: الخميس 18-7-2019
رقم العدد : 17027

آخر الأخبار
بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز