في رحاب تموز

 

 

نستذكر في تموز أياماً مبهرة مفصلية كانت عام 2006، أياماً تموزية امتدت ثلاثاً وثلاثين يوماً.. تكبد فيها العدو الصهيوني خسائر لم تكن في حسبانه.. سقطت قوة الميركافا.. فكانت مقبرتها في سهل سلوكي.. أكثر من عشرين دبابة حطام في الوادي
وقع الرعب والموت بين صفوف الجيش الصهيوني.. وعاش جمهوره تحت الأرض في الملاجئ.. خشية صواريخ المقاومة التي تباغتهم في كل حين على مدى الأيام الثلاثين اللص يخشى مواجهة صاحب الحق المسروق.. والصهاينة لصوص.
الوعد الصادق كان حين أغرقت البارجة الصهيونية في قبالة الشواطئ اللبنانية والأمين العام لحزب الله يعد بذات اللحظة بإغراقها.. هذا اليقين مرغ أنوف من أطلقوا على مواجهة العدو الصهيوني بالمغامرة.. حيث المفاجأة أخرست الألسن.
منذ حرب تشرين بعد كسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. والعدو الصهيوني يحاول طعن ما يظنه الخاصرة الرخوة.. كانت مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان. ودخل بجيشه بيروت وطرده الجيش العربي السوري. أوجد مرتزقة لأجله تحمي له حدوداً صنعها.
كان لا بد من كسر شوكة العدو الغاصب المتغطرس.. بدأت المقاومة وسطرت رموزاً لا تنسى سناء محيدلي وحميدة الطاهر وكثير من الشباب اللبناني والسوري والعرب إلى أن نهض بالمقاومة اللبنانية حزب الله. وأصبح للمقاومة نهج واستراتيجية وكيان
وكانت سورية الحاضن والظهير وإيران الداعم الذي لا يرتضي لفلسطين أن تبقى مغتصبة، وحق كل دولة أن تحرر أرضها بالطريقة التي تراها مناسبة.. العدو الصهيوني خرج مدحوراً عام 2000 من الجنوب اللبناني أمام مقاومة حزب الله.
أراد الثأر لهزيمته بعد سنوات ست في تموز 2006 لكنه مني بهزيمة اعترف بها وأنكرها حينها الصهاينة الذين يدعون أنهم عرب. عملوا على تسفيه النصر اللبناني إلا سورية التي احتضنت واستضافت الأسر اللبنانية لحين عودتهم بعد الانتصار.
سورية المرتكز الأساس في محور المقاومة، الذي يساندها اليوم في حربها ضد الإرهاب. يحاولون كسرها لأنها المخرز الذي يفقأ عين العدو الصهيوني. العدو المحتل للجولان. يكيد لسورية مستنداً على الأميركي أيّاً كان في البيت الأبيض.
مع الحاضن السوري انتصرت المقاومة اللبنانية في تموز وأي تموز ذاك الذي لي فيه ذكريات لا تنسى، لم أغادر فيه مكتبي خلال أيامه الثلاثة والثلاثين إلا ساعات قصار وشباب الاتحاد الوطني لطلبة سورية يسهرون على راحة أهلنا اللبنانيين.
وشبيبة الثورة في معسكراتهم جند حقيقيون يفرغون طائرات المعونات التي كانت تفد من دول كثيرة لأجل أهلنا في لبنان، ويملؤون الشاحنات بها لتغادر الأرض السورية باتجاه لبنان للمتضررين من الحرب. واللبنانيون منقسمون بين مع وضد.
كانت المساعدات الأولى من الأهل السوريين مغدقة بلا حساب تهافت الصناعيون والتجار والمؤسسات لتقديم كل ما يحتاجه الأهل في لبنان داخلها وفي سورية، لم يتلكأ أي من السوريين في فتح بابه وتقديم كل المحبة والود لأجل النصر على العدو.
كان لا بد من أن يطمئن المقاتلون الأشاوس أن عوامل الانتصار وافرة وأهليهم في أمان. وللتاريخ صودرت أولى القوافل التي دخلت أرض لبنان، ومزقت الأغلفة السورية من عليها وخزنت واستخدمت في الانتخابات اللبنانية لصالح المستقيل.
ذاك تموز ببعض أحداثه التي لا تنسى.. ولتموز في التاريخ أسطورة الحب لعشتار فهو الإله الذي عشقها فكان للخصب والزرع والرعي ومواسم العطاء وملهماً للشعراء بتوالي الزمن فهو لبدر شاكر السياب ملهم، ولكثير من شعراء الحداثة.
وللتاريخ مع تموز حارس بوابة السماء، والمسؤول عن دورة الفصول سر الطبيعة، لفيف من الأحداث الكبرى، فيه قامت الثورة الفرنسية عام 1789/ والحرب العالمية الأولى عام 1914/ والثورة المصرية عام 1952/ والعراقية عام 1958/.
ومن كبريات الأحداث رحلة ماجلان لإثبات كروية الأرض عام 1519/ وكبريات الجرائم تفجير أميركا قنبلتها الذرية عام 1941/ وسقوط القدس بيد الصليبيين عام 1099/ واستعادها صلاح الدين الأيوبي بعد 88 عاماً.. ستعود أراضينا ولو بعد زمن.
شهناز صبحي فاكوش

 

التاريخ: الخميس 18-7-2019
رقم العدد : 17027

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع