بعد أن تقطعت أوصال الإرهاب وضاقت به السبل في معظم المناطق السورية، وبات القضاء على ما بقي من مرتزقته مسألة وقت، تخرج خيوط التآمر المحاكة من أوكار «قسد» لتشكل مرحلة جديدة من الحرب على سورية، وذلك عبر تسليمها مفاتيح الآبار النفطية للعدو الصهيوني الذي ما انفك يوماً عن السعي للوصول إلى مياه الفرات، وهو ما روّج له وتحدث عنه طيلة العقود الماضية، من خلال شعاره المعروف عن الحدود المزعومة لكيانه الغاصب والغادر.
استكمالاً لما يسعى إليه ذاك العدو، وفي إطار خدمته وتسهيل المهمة المستحيلة عليه، يقوم إرهابيو « قسد» بسرقة ثروات السوريين ليضعونها في يديه، طمعاً بالتقرب من أميركا بوصفها آخر حبال السراب التي يتعلقون فيها لتحقيق حلمهم بالانفصال، و الذي بات مجرد أمنية لن تتحقق ليس إلا، بحكم عوامل تاريخية وجغرافية كثيرة، ومبادئ نبيلة لا يمكن لسورية أن تتنازل عنها أو تساوم عليها، مهما اشتدت عليها التحديات وتعاظمت التهديدات، وزادت أعداد مطلقيها والواقفين ورائها.
عمليات السرقة والتسليم فضحتها وثيقة مسرّبة تتضمن كتاباً صادراً عن الهيئة التنفيذية لما يسمى مجلس سورية الديمقراطية، تفوض فيه رجل أعمال إسرائيلي يدعى موتي كاهانا ليمثل المجلس المذكور في جميع الأعمال المتعلقة ببيع النفط السوري في المناطق التي يوجد فيها عملاء واشنطن، ويبيّن الكتاب أن الجهة المرسل إليها، يرأس جمعية عماليا التي كانت على علاقة وثيقة بالعصابات الإرهابية التي كانت تنتشر في الجنوب السوري، كما كانت ترتبط ولا تزال بعلاقات مع عصابات «النصرة» في إدلب، وهدفها متابعة شؤون أولئك، وتجنيد إرهابيين جدد، كما تمتد أذرع الجمعية لتشمل عمليات سرقة الآثار السورية وتهريبها وبيعها في الخارج.
ما يلفت الانتباه أن الوثيقة المسرّبة يعود تاريخها إلى كانون الثاني من العام الحالي، أي بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انسحاب قوات بلاده المزعوم من سورية بنحو شهر، ما يعني أن مصيدة الانسحاب أتت بنتائج إيجابية لواشنطن، لأنها أعطت الراكعين تحت حمايتها جرعة أمل جديدة من أجل انفصالهم الذي لن يتحقق، لكون إسرائيل من وجهة نظرهم الأمل الوحيد في الوصول إلى تلك الغاية، دون أن يدركوا أن ذلك مجرد وهم لا يجب الاستناد عليه، وخاصة لهم درس في تجربة المجموعات الإرهابية مع الاحتلال، يجب ألا ينساه العملاء لكون اقتلاع الإرهاب أياً كان شكله أمر لا مفر منه.
حسين صقر
التاريخ: الخميس 18-7-2019
رقم العدد : 17027