الثورة أون لاين – علي قاسم: «إذا لم تستحِ فافعل ما شئت» مقولة تنطبق على حال المندوب السعودي في الأمم المتحدة، وهو يستخدم خطاباً عدائياً موغلاً في الحقد على سورية وشعبها، وينطوي على مغالطات غير مسبوقة
حين لم يكتفِ بالخروج على النص، بل تقمّص أدواراً ومطالبات كان آخر من يحق له الحديث عنها في هذا العالم هو السعودية. فالسعودية لا تتفرد باسم عائلتها المالكة بل تطول القائمة إلى حدّ لا يصدقه منطق، من تدرج المواطنة وصولاً إلى كرة القدم، ومن تحريم التظاهر إلى تجريم الأحزاب، ومن فتاوى القتل إلى الإعدام بحد السيف؟!!
في الواقع، المسألة ليست استغراباً ودهشة ورفضاً فقط، بل أيضاً خشية على المندوب السعودي أن تحاسبه العائلة الحاكمة في بلاده لأنه ذكر كلمة الديمقراطية، وطالب بالإصلاح، وهما كلمتان من غير المسموح بتداولهما في الخطاب الرسمي السعودي. ندرك جميعاً، أن مفردات ذلك الخطاب لم تكن بصياغة سعودية.. مثلها في ذلك سياسة بلاده التي ترسمها الدوائر الأميركية، لأن البدائية التي تحكم عمله وأفقه السياسي وأداءَه على مختلف المستويات لم تتح له حتى التعرف إلى تلك المفردات التي بدت غريبة على لسانه وهو ينطقها.. السعودية التي تذهب اليوم مذهباً لا يمكن لعاقل أن يصدقه.. ولا لمتابع أن يأخذه على مَحمل الجد.. والمضحك في الأمر أنها صدّقت نفسها.. وتوهّمت أن لديها قوات تستطيع أن ترسلها.. وتملك طائرات يمكن أن تستخدمها.. والجميع يعرف حقيقتها وأن ما تقوم به هو تنفيذ للأوامر الأميركية، وهي ليس بمقدورها تحريك حتى عربة إلا بإذن أميركي مسبق وموافقة إسرائيلية .. فهل نذكرهم.؟!
استقوت على شعب البحرين وصدّقت نفسها.. استقوت على جوارها وتوهّمت أنها قوة ولديها جيش وعتاد، والوهم الأكبر أنها تطالب بالإصلاح والديمقراطية؟!.
لا ننكر أننا منذ بداية الأزمة حاولنا النأي بأنفسنا عن أي حديث مباشر يطول السعودية وممارساتها، وبذلنا ما نستطيع كي نكبح جماح رغبة شعبية عارمة في الردّ على الأقل.. أو في وضع بعض النقاط على حروف هذيانها.. لدينا المعلومات.. ولدينا الوثائق الدامغة على تورط سعودي مباشر ومن الأسرة الحاكمة في أحداث سورية!!.
لكن آلينا الصبر.. وتعمَّدنا الانتظار.. وتقصَّدنا التغاضي.. وذهبنا إلى حدّ التفريق بين سلوك الأفراد والقرار السياسي.. غير أن الرد جاء للأسف بمزيد من التطاول.. بمزيد من الحقد.. ومزيد من العدائية إلى حدّ الاستقواء بكل مافي الأرض من أدوات ضغط سياسي واقتصادي وإعلامي وتجييش كل وسائل التحريض ضد سورية، لتصل أخيراً إلى حدّ الشراكة في سفك الدم السوري والدعوة إلى تسليح الإرهابيين!!.
لن نسأل.. هل تقبل أن نعاملها بالمثل.. لأنها أقل من أن تكون ندّاً.. ولا نظيراً.. ولا حتى خصماً، نشفق لحالها وحال الأسرة الحاكمة وأفرادها، الذين يتربصون ببعضهم بانتظار أن يزيح القدر ملكهم، ويناصبون بعضهم العداء، ويتبادلون أدوار الاتهام وتحضير المآزق والأفخاخ.. نتوجّع مُسبقاً على ما هو آت إليهم.. ونتخوّف على مصيرهم المجهول المنتظر.. ونتألّم لهذا الدرك وذاك الحضيض الذي وصلت إليه مواقفهم الموتورة.
تصفية الحسابات مع سورية مقامرة صعبة وخطيرة.. بل منزلق يقود إلى التهلكة.. حذارِ من الذهاب أبعد.. فالقاع الذي يغوصون فيه مؤذٍ.. من يدخل إليه فلا رجعة له..!!
لسنا عاجزين.. ولدينا رصيد كاف من أوراق كثيرة يعرفونها بالتأكيد، وإذا كانوا يتجاهلونها، فلدينا ما يكفي من ملفات لنذكرهم بها.. وهذه فقط لتنشيط ذاكرتهم.. لمسح الغمامة التي أعمت بصيرتهم.. وذهبت بعقل الكثيرين منهم.. فهل من أمل في رهان على من تبقى بينهم يحتفظ بعقله ورشده وتوازنه؟!!
a-k-67@maktoob.com