مهـــــــام كبيـــــــــــرة بانتظــــــــــار الدرامـــــــــا..

 

كم ستغدو مهمة الدراما السورية صعبة خلال السنوات القادمة؟ وكم هي بحاجة لمكونات تضمن استمراريتها وتفاعلها مع الواقع سعيا وراء أهداف تسعى لإعادة التوازن اليه بعد ادخال قيم غريبة عنه وستكون على استعداد وقدرة على تجاوز الانهيارات المجتمعية التي عاشها المجتمع السوري خلال الثماني سنوات الماضية .
مهمتها صعبة لكنها في نفس الوقت لن تكون عاجزة عن تحقيقها لأنه تملك الكاتب والمخرج وتملك الكادر وهي تملك فضاء التصوير, وان دعمت بالامكانيات لتفوقت على كافة خصوصيات الدراما العربية التي تملك الامكانات المادية ويفتقر معظمها الى إمكانات الدراما السورية التي تملك فكراً وهدفاً .
وقد مرت الدراما السورية في هذا العام بتجربة مشتركة مع الممثل اللبناني وأبدى الشارع السوري رأيه بها من عدة أبواب: الباب الأول أن الممثل السوري أغرته الامكانيات المالية التي خصصت لإنتاج مسلسلات كانت الجميلات سببا لضخ أموال ضخمة فيه لإنتاج نموذج من المسلسلات التركية التي تظهر الأبهة والرفاهية في المسكن والملبس والمأكل.
الباب الثاني:الذي لم يرغب به الشارع السوري بتكراره من قبل بعض نجوم التمثيل السوريين أن المتفرج السوري لم يجد نفسه لا في « غمار ولا جاد ولا لعبة السياسة اللبنانية ولا بمشكلة مكبات القمامة,ولا حتى وجد تعاطفا مع الدكتورة بنان التي قصت شعرها لدعم مرضى السرطان .
الباب الثالث: اختلطت فيه مشاعر الاحساس بقضايا النازحين السوريين في لبنان وسوء معاملتهم ما أوقع المتفرج السوري في مأزق نفسي وهو: رغبته في عدم تسويق العمل الفني على اكتاف الممثل السوري وعدم استغلاله كفرصة لإخراج ممثلات الجمال كبطلات في مسلسل مشترك وتقديره لظروف الممثل السوري الذي عوقب كما عوقب وطنه .
وهذا من بين المبررات التي خلقها المتفرج للممثل على ان يكون قد استفاد منها,و عاد للنظر باتجاه آخر وباتجاه أعمال لاتبعد الممثلين العرب من الوقوف مع النجم السوري لكن تجعل منه محرك العمل وليس» طعما «لشركة انتاج
أيكون شيخا للجبل بعد الملك فاروق ونزار قباني وربيع قرطبة ؟؟ والسؤال يطرح نفسه: كل تلك الأعمال بحاجة الى امكانات مالية كبيرة وأيضا شيخ الجبل بحاجة الى امكانات كبيرة,فلماذا نجد شركات تتنبى مثل هذا العمل ولانجد من يتنبى أخرى بحجة نقص السيولة علما أن الأعمال المذكورة تم تسويقها بشكل منقطع النظير على كافة القنوات العربية
ويأتي الجواب: الأفكار هي من تصنع للعمل معنى والمحطات التلفزيونية الفقيرة بالمحتوى تبحث عن محتوى وان لم يعجبها وغير مطابق لسياستها التسويقية, فإنها ترفضه وتبحث عن محتوى سطحي وقضايا هوليوودية من هنا وهناك دون ان يكون الواقع والانسان الهدف هو البطل .
الدراما السورية ستواجه تجارب أخرى وربما تعود لصياغة التاريخ ويذكر في ذلك الكاتب حسن عطية في كتابه الدراما التلفزيونية:»إن الدراما تلعب دورها في تحضير التاريخ، حيث تلاحظ في الدراما التلفزيونية إعادة صناعة التاريخ، بتناول حدث ما أو شخصية ما دون الاهتمام بتقديمهما كما هما حقاً، بل كما يراهما صانعهما. وميزة مثل تلك الأعمال، عدم وجود قطيعة معرفية مع الماضي وأجياله، بل يقدم التاريخ بنظرة نقدية فاحصة ومتجددة، وبذلك يمكن إعادة طرح المناسب من التاريخ للواقع الآني لإثراء الوجدان وتنشيط العقل أيضاً.»وربما تعود للفنتازيا ولعرض سير الملوك اسقاطا منها على واقع ما وهي ان جربت كل ذلك لن تكون مهمتها الا بناء عمل فني ممتع للوجدان ومثير للوعي ساعيا وراء هدف بأسلوب جمالي شيق..
أيدا المولي

التاريخ: الأثنين 5-8-2019
رقم العدد : 17041

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين