معادل الحياة..

 

 

ماء وفير حظيت به البلاد خلال شتاء السنة الحالية، فالمطر والثلج غطياها غاسلين معهم ذكريات الجفاف وانحباس الأمطار أما الثلج فقد رفع المخزون المائي في طول البلاد وعرضها.
لم تقصر الموارد المائية في إدارة هذه الكميات الفائضة عن مخزون المياه الجوفية، فكانت السدات المائية البديل قصير المدى للسدود إلى حين ارتياح مادي أكثر من الآن، وعلى الرغم من ذلك إلا أن البعض من ظهرانينا لم يتعلموا الدرس ولم تعلق بذهنهم ذكريات قلة المياه خلال سنوات خلت، ففي الوقت الذي كنا نقتر ونقنن القطرات ترى البعض اليوم وبلا مبالاة يغسل سيارته بمياه الشرب ناهيك عن هدرها يمينا وشمالا على اعتبار شماعة الحر قوية وتحمل كل المبررات التي يسوقها من نسي.
في مسألة تعني حياة كل مواطن في البلاد لا يمكن الاعتماد على الضمير أو الأخلاقيات الموجودة ومعدل مساهمتها في سلوكيات الأفراد بل يجب إدارة المسألة بدقة مشبعة بالصرامة، فحين تقل المياه لن تقل عمن أهدرها فقط بل عن الجميع، وحين تشتكي المزروعات قلة المياه لن ترتفع أسعارها عمن أهدر المياه فقط بل عن الجميع، الأمر الذي يوجب خطة محكمة تقي مخزون مياهنا الجوفية الاستنزاف والتبذير.
كل ناحية من نواحي حياتنا تحفل بمختلف أنواع المخالفات المادية فمن المظهر غير اللائق للسيارة إلى طلاء البيت بغير إذن البلدية وصولا إلى الدراجة الهوائية غير ذات اللوحات، باستثناء المياه أعز وأغلى ما يجب حمايته من مكونات في هذه الحياة.
ما من عاقل سيعترض على غرامة مالية يدفعها من يغسل شارعا أو سيارة بمياه الشرب بعد مخالفته قانونا، بل ما المانع من توسعة نطاق صلاحيات موظفي البلدية أو شرطتها أو أي ضابطة عدلية أخرى بحيث تكون قادرة على ضبط المخالفة مباشرة لكون الضرر المحقق ضررا عاما لا يمكن تلافيه بعد وقوعه.
يكفي كل ما تعرضت له المياه بمسطحاتها ومخازينها وشبكاتها من أضرار على مدى سنوات الإرهاب وأصبح الوضع لا يحتمل خططا استراتيجية، فالموسم خيّر وقد يكون لاحقه خلافه.. فمن أين نشتري المياه؟
مازن جلال خيربك

 

التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي