نفض التراب..!

 

«تقول الحكاية باختصار:وقع حصان أحد المزارعين في بئر بلا مياه، استمر بالصهيل لساعات،فكر المزارع بأن الحصان أصبح عجوزا وتكلفة اخراجه توازي شراء حصان جديد،فقرر الاستعانة بجيرانه لردم البئر، بدأ الجميع بردم البئر،فجأه سكت صوت صهيل الحصان ..
استغرب الجميع واقتربوا من حافة البئر لاستطلاع السبب، وجدوا أن الحصان كلما نزل عليه التراب، هز ظهره فيسقط التراب عنه ثم يقف عليه….ومع الوقت استمر الناس بعملهم .. والحصان بالصعود .. وأخيرا قفز الحصان إلى خارج البئر!.»
خطرت لي هذه الحكاية ونحن نستقبل تهاني عيد الأضحى،أربعة أيام تبدو كأنها عذاب خالص للبعض، فرصة للشكوى والتذمر،ألا يتركون بذلك فرصة للتراب لينهال عليهم ويعرقل خروجهم من البئر..؟!
من منا لم يمسه أذى الحرب ونكباتها، نعيش طوفاناً من المآسي، فهل نغرق به..ونستسلم لرثاء الذات المقيت..تاركين الشدائد تقهرنا..؟!!
هل نستحق الحياة حينها..؟!
ان قلدنا الحصان بما فعل، نفضنا الصعاب،أو تسلقناها من خلال بدائل وحلول تجعلنا نستحق الحياة بعراكها المضن،بحثاً عن المعنى..ولكن ماذا عن اللامعنى، عن العبث حين تنتفض ذاتنا علينا، لاعنة كل الفلسفات ونظرياتها،امام واقع تزداد قسوته..!
نشعر كان الاعياد تداهمنا في أوقات مهملة، ولكن لو اننا تركنا الظروف تتمايل بنا لراينا ان أشياء كثيرة حتى وهي تهدينا فرحاً لانهائياً،تداهمنا في وقت لايناسبنا..!
هل اختار الحصان أن يقفز في لحظة مناسبة..؟
وهل خرج في لحظة استسلام…؟
الحصان حين قفز أخيرا من البئر..اعتلى كومة التراب، لو استسلم لها لانتهى ..!
استسلامنا في لحظة ينهي كل شيء، ويجعلنا اموات حتى لو كنا في عز الحياة وصخبها…!
سعاد زاهر

soadzz@yahoo.com

 

التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي