تغيرك التجارب، ولن تصبح حياتك ذات معنى إلا بعد العديد منها، مهما كانت قاسية، إلا أن نضجك يتوقف على طريقة تعاطيك مع الحياة بعد خروجك منها…
حينها يصبح لك فلسفتك الخاصة، تستل منها كل رؤاك الحياتية، سواء أكانت صحيحة أم خاطئة فإن تلك التجارب تصيغك على مقاسها، قد يبدو الأمر مريحاً في البداية، لكن مع مرور الوقت، تتلبسك حالة نمطية تبعد عنك طعم الأحداث المتتالية، بل قد تبدو لك جميعها بمذاق موحد تختط به لحظاتك الميتة.
بالطبع بعد حين سيقتل التكرار أي تجدد ويصبح خطك البياني بإيقاع وحيد، مشفر لا يفهمه سواك…
حينها أنت عالق في الماضي…!
ولكنك لا تدرك الأمر، بل تعتقد أن كل ما تفعله مجرد فلسفة خاصة…!
ولكن حين تكبلنا فلسفتنا حين تعيفنا رؤانا عن أي تجدد، حين تنمطنا وتجعلنا عالقين في القعر غير قادرين على الخروج منه، ألا يبدو كل ما نفعله خارج الجدوى الحياتية..
إننا نفقد بريق لحظاتنا، وبدلاً من أن نحيا الحياة، نحتاج إلى زمن طويل كي نكسر تلك الفلسفة، كي نخلع أردية التنميط التي وقعنا فيها، وكي نخرج من القعر مستعدين لتجارب جديدة دون أحكام مسبقة أو ردود فعل آنية تعيق تعاطينا مع حياة طالما نعيشها سترغمنا على تجدد لامتناه، بعيدا عن أي فلسفة مضت انصهارنا بها ليس سوى سجن لا ندركه إلا حين نمتلك إرادة الخروج منه…!
رؤية- سعاد زاهر