تتسارع الأحداث في أوكرانيا وتتخذ الأمور منحنى تصاعدياً، ويبدو المشهد مهيئاً للانفجار في أية لحظة، ولاسيما أن الشيطان الأميركي الذي كان حاضراً في كل التفاصيل والعناوين، بات جاهزاً لإشعال عود الثقاب الذي من شأنه أن يُشعل ناراً قد تطول ألسنة لهيبها كل أوروبا والعالم.
في ما هو أبعد وأعمق من المُشاهد والمسموع، يبدو أن الولايات المتحدة، قد أطلقت شارة البدء للمنازلة مع روسيا، وأمرت أدواتها وحلفاءها بالانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة ربما تكون مقدمة لحرب كارثية، من المؤكد أن نتائجها وتداعياتها سوف تأتي على عكس كل الأهداف التي تسعى واشنطن لتحقيقها من ورائها، وهذا يعزى بالطبع إلى تغير كل الظروف الدولية التي كانت مساعدة لها، أي للأخيرة لإحداث فارق وحسم في أية مواجهة ومع أي طرف وفي أي وقت.
ليس من باب التشاؤم، بل من باب الواقعية السياسية التي تفرضها المعطيات والمعلومات، نقول إن المشهد أضحى قاب قوسين أو أدنى من الفوضى، وباتت الأبواب مشرعة على كافة الخيارات والاحتمالات بما فيها الكارثية، والمتحكم الوحيد في هذا كله هو تطورات الحدث وضرورات اللحظة التي يسكنها الجنون الأميركي بالتصعيد إلى أبعد حدود.
الهستيريا الأميركية بالتخريب والعبث بالقواعد والمعادلات الدولية التي ارتسمت خلال العقد الأخير، والتي أخرجت الولايات المتحدة من معادلة الهيمنة والتفوق والقطبية، لن تغير أو تبدل في الواقع شيئاً، بل على العكس من ذلك تماماً، فكل محاولة لتغيير القواعد والمعادلات من شأنها أن تثبتها وتجذرها أكثر وأكثر في عمق الواقع الذي أصبح أكبر من كل المحاولات الأميركية لإعادته وإرجاعه إلى ما كان عليه، عندما كان أسيراً للطغيان والتوحش الأميركي.
حدث و تعليق- فؤاد الوادي