ضمن طقوس العيد كنا نتبادل معايدات تختزل أمنياتنا بفرح وسعادة ، وأن يعيده الله على أحبتنا بالخير والبركة ، هذا بعد تصافح الأكف وتبادل القبلات على وجنات الأقارب والأصدقاء ، وتكبد عناء الذهاب وقطع المسافات وارتداء الأنيق من الثياب ، ثم تناول ما حضرته ربات البيوت من معمول وغيره من حلويات العيد، وتجاذب الأحاديث ضمن جلسات وسهرات كانت تميز أعيادنا المباركة.
بينما في وقتنا الحالي لسان حال أغلبيتنا يقول…أبوابنا لم يطرقها طارق لا من بعيد و لا حتى قريب يجاورنا في نفس البناء ، و ما حضرناه من حلويات طال انتظارها في الأطباق ، حتى طالها الجفاف و خيبة أمل لقاء أفواه الزوار ، في حين غصت جوالاتنا بالمعايدات المستنسخة والمكررة وانهالت على شاشاتها الذكية رسائل محولة، وكأن أصابعنا أصابها جفاف مشاعر، وألسنتنا نضبت وعجزت عن الإفصاح لكسل عن التواصل..
معايداتنا باتت للأسف مسبقة الصنع تفتقد الكثير من المشاعر واللهفة، والفرح أمسى مجردا من معانيه بلا طعم و لا لون ، بينما نتحسر على عيد في زمن جميل ولى.. فهل العيد تغير وفقد بهجته.. أم نحن من تغير.. فهموم الحياة سرقتنا وألقتنا بعيدا عن الفرح.. ولكن لندعها جانبا في ركن الانتظار ولنصافح العيد بأيد حارة للقاء الفرح.. تواصلا حقيقيا لا افتراضيا تراحما و محبة..
منال السماك
التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047