يليق العيد بالسوريين، ويستمد منهم فرحه وبهجته وهم أصحاب الفرح وأصل السعادة التي حاولت وحوش الإرهاب يائسة وبائسة اغتيالها في نفوسهم ووجدانهم وذاكرتهم ومستقبلهم.
يأتي العيد والسوريون أكثر إصراراً وتصميماً على العودة بأجواء مرحلة ما قبل الحرب، حيث إرادتهم لاتزال تصنع المعجزات وتحارب المستحيل وتواجه كل محاولات قتل الفرح على محيا الشعب السوري.
ورغم الأوضاع المعيشية الصعبة إلا أن مقومات الفرح لاتزال حاضرة داخل كل بيت سوري، فصناعة المعمول والحلويات وشراء ألبسة الأطفال وتبادل الزيارات بين الاهل والجيران، هي عادات وثقافات اجتماعية تعكس أصالة وعراقة الاسرة السورية وتثبت أننا لا يمكن أن نتخلى عن هذه القيم الاجتماعية التي تمثل ذروة القيم الإنسانية بامتياز.
العيد برمزيته وأفراحه التي تظلل سماء الوطن هي خطوة، بل خطوات على طريق استرجاع ما خطفته الحرب، خصوصاً تلك البهجة التي غادرت وجوهنا منذ أن عرف الوجع والحزن طريقه إلينا.
يليق العيد بنا، ونليق نحن للعيد، وإن لم نكن نحن فمن إذاً ذلك الذي يليق به العيد، اسألوا أطفال شهدائنا.. واسألوا أمهاتهم وزوجاتهم.. واسألوا هذه الأرض التي ارتوت بدماء شهدائنا ورجالات جيشنا الباسل الذي يصنع المعجزات على جبهات القتال بعد أن سحق وحوش الإرهاب وشتت قطعانهم وجموعهم.
العيد لنا، والفرح لنا، والشموخ والإباء لنا، والخسة والذل والعار لأعداء الوطن.. والمجد والخلود والعزة لشهدائنا الابرار الذي يغزلون فرح الوطن بتضحياتهم وذكرهم الباقي للأبد.
فردوس دياب
التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047