الثورة – لينا شلهوب:
في أجواء مشحونة بالتوتروالترقّب، تقدّم اليوم طلاب البكالوريا المهنية، اختصاص المعلوماتية، لامتحان مادة الرياضيات، التي تعتبر من أكثر المواد حساسية وحسماً في مسارهم الدراسي، وتحديد مصيرهم الأكاديمي والمهني، ومعروف أن الرياضيات لطالما شكّلت تحدّياً للطلاب، وخاصة في الشُعب المهنية التي تجمع بين الجانب العملي والنظري، وبعيداً عن كونها مجرد اختبار، يُنظر إلى هذه المادة على أنها بوابة حقيقية للانتقال إلى التعليم التقاني العالي أو المعاهد المتخصصة.
بين السهولة والتعقيد
شهدت قاعات الامتحان صباح اليوم حالة من الترقّب مع توزيع أوراق الأسئلة، وبحسب عدد من الطلاب الذين تحدّثنا إليهم بعد الانتهاء من الامتحان، تعددت الآراء واختلفت التقييمات، فقد وجد بعض الطلاب أن الأسئلة كانت متنوعة، ومنها ما هو مباشر وضمن المتوقع، بينما شعرآخرون بأنها تتطلب مستوى عالٍ من التركيز والتحليل.
ويقول الطالب ربيع الحسن من مركز عبد الرحمن الخازن بدمشق: إن الأسئلة شملت كل المحاور، بعضها كان مباشراً، والورقة التي حملت 25 سؤالاً كانت من أبسط ما يكون، حتى الطالب ذو المستوى الضعيف يستطيع حلها، وكانت المصفوفات والتوابع بسيطة جداً.
الطالب عمر أكد أن الأسئلة مؤتمتة والاحتمالات سهلة، لكن بعض الأسئلة تطلّبت تفكيراً، كون النمط مغاير قليلاً عما هو معتاد، وشخصيّاً أنهيت أغلب الأسئلة لكنني متردد في إجابتي على السؤال الأخير. في حين عبّرت الطالبة رشا عن ارتياحها النسبي، مشيرة إلى أنها توقّعت أن الأسئلة أصعب، لكنها تقول درست جيداً وكانت المراجعة المركّزة مفيدة جداً، خاصة مسائل الاشتقاق والمعادلات التفاضلية.
الطالبة أُسيمة رأت أن الأسئلة احتوت على مفاهيم مألوفة، لكن طريقة الطرح كانت ذكية وتتطلب فهماً عميقاً، و النموذج ممتاز، إلا أن ما يلفت الانتباه أن الطالب ذو المستوى الجيد أو المتوسط أو الضعيف، يستطيع الإجابة بسلاسة.
تراعي التدرج العلمي
وفي تعليق لأستاذ مادة الرياضيات حسن ح. منسّق مادة الرياضيات في التعليم المهني، قال: نمط الأسئلة كان موزوناً، وراعى مختلف مستويات الطلاب، إذ تمّ تضمين أسئلة لقياس الفهم والتحليل، وليس فقط الحفظ الآلي أو الحل الميكانيكي، فيما يمكن للطالب المجتهد أن يحصل على علامة جيدة.
فيما رأى زميله، أن مادة الرياضيات ليست مجرد امتحان، بل تمثّل عاملاً حاسماً في الخيارات الجامعية، فالكثير من المعاهد التقنية وكليات العلوم التطبيقية تشترط مستوى جيداً فيها، كما أن الطلاب الذين يحققون علامات جيدة في هذه المادة يتمتعون بفرص قبول أعلى في الكليات التي تركّزعلى التحليل البرمجي، الحوسبة، والإلكترونيات، ويضيف: أعرف طلاباً من السنوات الماضية ضيّعوا فرصة دخول المعهد التقاني للحاسوب فقط لأنهم لم ينجحوا في الرياضيات.
قابلة للمعالجة
عشية الامتحان، شهدت بعض المدارس والمراكز المهنية حالات توترشديدة بين الطلاب، خاصة مع اقتراب نهاية الامتحانات، تقول أمية وهند- مراقبات في أحد المراكز الامتحانية: أغلب الطلاب كانوا متوترين، خاصة مع الرهبة من مادة الرياضيات، لكننا لاحظنا أيضاً التزاماً وهدوءاً نسبياً أثناء الامتحان، وهذا مؤشّر على تحضير جيد لدى الكثير منهم.
مها. س- مراقبة، أكدت أنه كان هناك حالات توتر حقيقية، بعضها نتيجة الضغط النفسي، لكن مع بداية الامتحان لاحظنا هدوءاً عاماً، وكأنهم بدؤوا يتكيّفون مع الورقة.
ترقّب وأمل
يبقى الأمل معقوداً لدى الطلاب في أن تعكس نتائجهم جهدهم خلال العام الدراسي، ويعرب العديد منهم عن رغبتهم بمتابعة دراستهم في المعاهد التقنية أو كليات تقانية مختصة بالمعلوماتية.
الطالبة ميساء اختتمت حديثها قائلة: الرياضيات مادة تحتاج لتركيز، وتعلّمت من هذا الامتحان أن الدراسة المنتظمة طوال العام أهم من المراجعة السريعة قبل الامتحان، الآن ننتظر النتائج، ونأمل أن تكون مرضية، مبينة أنه كان هناك ارتياح ما بين الطلاب باعتبار أن الأسئلة كانت بمنتهى السهولة، وبدت على وجوههم علامات البهجة والسرور، حيث، راعت المستويات الثلاثة.
محطّة أساسية
يبقى امتحان الرياضيات في البكالوريا المهنية محطّة أساسية لاختبار قدرات الطلاب على التحليل المنطقي وحل المشكلات، وعقبة صعبة للبعض وفرصة لإثبات الذات للبعض الآخر، فبين من اعتبره عادياً وآخروجده معقداً، يبقى العامل الحاسم هو مدى التحضيروالثقة بالنفس، ويبقى الأمل أن تترجم جهودهم وتطلعاتهم إلى نجاحات مستقبلية تليق بطموحاتهم.