تفكيك العقد

  تنسحب الولايات المتحدة من بعض قواعدها دون أن تستطيع تسليمها لجيش أردوغان الغازي، ويهدد رئيس الولايات المتحدة الأميركية بتدمير الاقتصاد التركي ليبدأ اجتماع تنسيقي لنائبه مارك بنس وكأن تلك التهديدات كانت صرخة تمثيلية في مسرحية تراجيدية لا يلبث ممثلوها أن يعودوا إلى حياتهم الاعتيادية بعد المشهد المؤثر على خشبة المسرح العالمي.
 وقبل وبعد هذه الحركات تبقى المليشيات الانفصالية ضائعة في تحديد ولاءاتهم الإقليمية والدولية رهانا على الجياد الخاسرة وتنازلا عن أدنى الحقوق أمام الغريب الاستعماري ، فما الدوافع المحركة للعدوان التركي ؟ وما العوامل المؤثرة في صيرورته؟ وما التوقعات المحتملة وفق التطورات الخارجة عن إطار تقديرات المعتدين؟
   لم يتنازل أردوغان عن أحلامه وأوهامه في السيطرة على المنطقة العربية كلها بدءاً من سورية امتداداً إلى المحيط الأطلسي وصولاً إلى الخليج العربي، لكنه كان يضع خططاً مرحلية للقضم والسيطرة مستعيناً بالأخوان المسلمين سلاحاً خائناً لاختراق البلدان العربية فواجه الفشل بالتتابع وصولاً إلى مغامرته الأخيرة المحكومة بالمزيد من الفشل.
 فمع بدء عدوانه كانت الولايات المتحدة الأميركية والغرب الأوروبي الاستعماري أول المعارضين والداعين إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن مصاحباً لتهديدات شكلانية انقلبت إلى تفاهمات ضمن تمثيلية ساذجة، فالولايات المتحدة الأميركية لا تتخلى عن تركيا وتضحي بالمليشيات التي دربتها وسلحتها ، فيما تجهد تركيا لاستمرارها في حلف شمال الأطلسي في الوقت الذي تلعب فيه على حبال الاقتراب من روسيا وإيران دون أن تغادر جذورها ، ما يؤكد أن الترتيبات العدوانية تأخذ مناحي التنفيذ بسيناريوهات مختلفة.
  الاتفاق الأميركي التركي يستهدف إيجاد مخرج لتركيا في ظل عدم القدرة على ضبط سرعة التصرف السوري في تحرك القوات المسلحة الباسلة إلى الحدود مع تركيا لتسقط بذلك الذريعة الكاذبة التي ما زال يرددها أردوغان منذ بداية العدوان على سورية قبل تسع سنوات، فباءت خطته بالفشل ، فما كان من الإدارة الأميركية إلا الإسراع للبحث في سيناريو يجنب تركيا الخسارة الموصوفة .
 الوقائع والمعطيات تقدم حقيقة واحدة على الأرض تبقى الحاجز الكبير أمام الافتراءات والأكاذيب التي اعتاد الغرب الاستعماري وتركيا الحديث عنها دوماً وهي أن المناطق التي تطؤها أقدام الجيش العربي السوري تحدد الانتصار الحقيقي وسوى ذلك يبقى مجرد صيحات يتردد صداها في وديان خالية، فالولايات المتحدة الأميركية تسعى لتفكيك عقد الاشتباك وتخرج حليفتها بمظهر اللامهزوم، وهذا جوهر الإشكال.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 21-10-2019
الرقم: 17103

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات