الأسعار المُعنّدة..

كل سلع الدنيا عندما يزداد عرضها.. أو يقلّ طلبها، تنخفض أسعارها، إلاّ عندنا فيبدو الوضع مختلفاً أحياناً، إذ إن بعض الوقائع والحالات تخترق هذه المعادلة، أو بالأحرى هذا القانون (العرض والطلب) الذي يطول كل شيء، فهو قانون يعكس حالة الجوع والتخمة باختصار، جوع السوق وتخمته فهو قانون الفطرة تجاه الأشياء، وهو يسري عندنا طبعاً غير أنّه في بعض الأحيان نراه معطلاً، لا مفعول له ولا أثر على مساراتٍ تبدو محيّرة ومثيرة للاستغراب، فبعض الجوعى لا يُقبلون على الطعام، فيما نرى بعض المُتخمين لا يكفّون عن الالتهام..! إنها حالة شاذّة تُنبئ بخلل ما.. أو مرضٍ يحتاج إلى عقاقير وعلاج.
فمثلاً استبشرنا خيراً وإلى حدّ كبير بزيادة الهطولات المطرية هذا العام، وهي مصدر خير بالتأكيد، وقلنا بأن أسعار الكثير من السلع والمنتجات الغذائية سوف تنخفض بشكل طبيعي، لأن الأمطار تساهم بنموّها بشكل جيد وبالتالي يزيد عرضها ما يعني انخفاض أسعارها تلقائياً، استجابة للقانون إيّاه ومبادئ الجوع والتخمة.
انتظرنا.. ومن ضمن ما انتظرناه انخفاض أسعار اللحوم ولا سيما تلك العواسيّة الحمراء الشهيّة، فالخراف ستأكل من تلك المراعي الخصبة وترتفع أعدادها وأوزانها فيزداد عرضها وتنخفض الأسعار، ولكن تفاجأنا بأن هذا كله كان على ما يُرام إلا الأسعار فإنها عنّدت وارتفعت مع الارتفاع المُفترض للعرض..!
قيل وقتها بأن المربين في مثل هذه الحالات يُحجمون عن البيع في الربيع وشطرٍ من الصيف كي يستفيدوا من المراعي لعدة أشهر ويحققوا مردوداً أفضل، وهذا الإحجام يلغي مفعول العرض حالياً، فقلنا لا بأس إذ من حق الإخوة المربين أن يستفيدوا، ارتفعت أسعار اللحوم وأبدينا تفهّماً للوضع، انتهى الربيع، والشطر الموعود من الصيف.. والصيف كله، وها هو الخريف يُقلّب دفاتره وأسعار اللحوم لا تزال مرتفعة..!
لم نُصدّر الغنم.. والاستهلاك إلى تراجع تبعاً (لزهزهة) الأحوال، والقطيع ينمو ويزداد، ومع هذا الأسعار مرتفعة فكيلو غرام الهبرة في السوق اليوم /6500/ ليرة، إنها حالة اختراق موصوفة لقانون العرض والطلب..!
البعض يُرجع الحالة إلى انتعاش تهريب الخراف، إن كان الأمر كذلك ولسنا قادرين على منع ذلك.. أليس بإمكاننا استيراد اللحوم المثلجة بما يوصلنا إلى تخفيض الأسعار..؟ لم نعد نعرف شكل الشقف أو الكباب.. فعسانا.

علي محمود جديد
التاريخ: الاثنين 21-10-2019
الرقم: 17103

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا