العلاج بالسعادة..

كما لو أنها نوعٌ من خطوة استباقية جعلت الفيلسوف الفرنسي جون غرايش يعنون أحد كتبه «العيش بالتفلسف».. بمعنى يستبق الوصل لحالة «العلاج بالتفلسف» أو «التداوي بالفلسفة»، ويقدم إجراءً احتياطياً يؤمّن عدم الاستعانة بأي شيء يقارب المعالجة أو التداوي.. هكذا يسوق العلاج مبطّناً، متوارياً بزي «العيش».
في كتاب آخر عن التنمية الذاتية، تُسرد حكاية مريض منعه مرضٌ حاد بالمفاصل عن الحركة والقيام بنشاطاته اليومية.. وكان أجمع أطباؤه على أن حالته ميؤوس منها.
ما فعله المريض أنه ألقى كلام الأطباء بأول سلة مهملات صادفها وذهب لشراء كل الأفلام الكوميدية التي يعرفها وتلك التي لا يعرفها.. وكأنه اتخذ قراراً بتطبيق قناعة «العلاج بالضحك».. هكذا تحسنت حالته بعد مشاهدة تلك الأفلام وتفاعله معها، بل وبدأ ممارسة رياضة كان يستحيل عليه القيام بها.
في فيلم «المعالجة بالسعادة/بالإيجابية، Silver lining playbook»، الذي أخرجه (ديفيد أو راسيل) عن رواية ماثيو كويك، تأتي السعادة لبطليه عن طريق تشاركهما بنشاط الرقص.. الذي يصل بهما لمكان لم يكونا ليخططا له.. فتمنحهما الحياة أخيراً فرصة إيجاد السعادة بوسيلة الحب.
ثمة علاجات عديدة نغمض أعيننا عنها دون قصد.. لا نبصرها.. أو لربما خبّأتها الظروف المحيطة عنّا.. وكل ما نحتاجه مجرد حركة بسيطة تقلب مجريات الأمور وتعيدها لصالحنا بعد أن خلناها ضائعة عن أفق رؤيتنا.. حركة بمقدار بساطتها تتغمس بنوعٍ من ذكاء فطري يصل بنا برّ الأمان.. تشبه تلك الحركة التي نقوم بها على رقعة الشطرنج واصلين لمرحلة «كش ملك».. فنفاجئ خصمنا.. الذي لا يبتعد عن كونه «خوفاً» مما يصيبنا على غفلة من أحلامنا التي أخذت حيّزاً من مخططات تفكيرنا.
في «العيش بالتفلسف»، لا يبتعد معنى التفلسف الذي أراده غرايش عن كونه (طريقة جديدة في قيادة الحياة أو إدارتها).. ويمكن لأي منّا أن يخترع طريقته المثلى في انتزاع خوفه من أيٍّ شيء كان، مبتكراً أسلوب عيشه الخاص.
حينها يغدو العيش نوعاً من توءمة لتمارين روحية.. أقلّه يمكن لنا من خلالها تقليم أظافر خوفنا.. أو ترويض الغول الكائن خلفه.
لميس علي
lamisali25@yahoo.com

التاريخ: الخميس 31 – 10-2019
رقم العدد : 17111

 

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً