مســــؤولية الإعــــــلام

للإعلام دور أساسي وبارز في معالجة الفساد من خلال كشفه لمواطن الخلل في مؤسسات الدولة والأفراد، بعيداً عن الشخصانية، فهو من أهم أدوات العصر المؤثرة، وهو منبر مفتوح على الجميع، ويلعب دوراً استراتيجياً في المجتمعات، وله دوره المهم في مواجهة التحديات، والإسهام في مسيرة التنمية والازدهار، ووضع البصمات الإيجابية في مختلف مجالات الحياة.
والإعلام أمانة، وله أهداف نبيلة ينطلق منها، فهو ليس أداة لمجرد الإثارة، بل منارة للوعي والتثقيف، وهو صمام أمان ضد التطرف والإرهاب والجرائم والخطابات الفوضوية والتحريضية والطائفية، والشائعات والأكاذيب، وهو شريك رئيسي في حفظ الاستقرار وتعزيز الأمن الوطني.
ولا شك أن أحد التحديات الكبرى التي تواجه إعلامنا اليوم وجود منصات إعلام كثيرة تنافسه بقوة في ذات المضمار، وتسعى لاستقطاب الناس وجذبهم والتأثير فيهم، فالعالم اليوم يعيش عصر الفضاء المفتوح، الذي تتسابق فيه منصات الإعلام لتعزيز مكانتها الجماهيرية والتسويق لبضاعتها الإعلامية، ما يحتم على إعلامنا الوطني خوض هذا التنافس بجدارة، والتسلح برؤى وآليات احترافية تمكنه من تعزيز مكانته في المجتمع، والوصول إلى قلوب الناس، ليكون منصتهم الإعلامية الأولى وذلك من خلال كشف الفساد والمفسدين. والسيد الرئيس أشار بكل وضوح إلى هذا الدور الذي يفترض بنا ممارسته عندما قال: (إنني أعرف الإعلام سيكون له أعداء كثر من الدولة ومن خارجها عندما يتحدث في موضوع الفساد لأسباب مختلفة.. ليس فقط المصالح.. لكن نحن بطبيعتنا.. بثقافتنا لا نحب النقد، وحتى لو كان النقد عاماً نحوله مباشرة إلى حالة شخصانية.. ونعتبره شيئاً شخصياً وتبدأ ردود الأفعال بالظهور.. وهذا يخلق مشكلة كبيرة.. إما بمحاربة الإعلام من الأساس أو بمحاربة المعلومات التي تحتاجونها للقيام بمهامكم في هذه الحالة).
إذاً الإعلام مسؤولية، فهو مسؤول عما يطرح، بما ينسجم تماماً مع جوهر حرية الرأي والتعبير، فالحرية والمسؤولية توءمان متلازمان، فمن واجبنا كإعلام وطني ترسيخ مكانة الدولة، وإبراز منجزاتها، وقيمها الحضارية، ومسيرتها التنموية المشرقة، ومواكبة تطلعاتها، وطموحاتها المستقبلية، مقابل ذلك عدم سكوتنا عن الفساد الموجود بشكل واسع ودائماً يشمل قطاعات كثيرة لأن علاقة الناس بالدولة وعلاقة مختلف القطاعات بالدولة هي علاقة ليست يومية وإنما في كل ساعة ، هنا يأتي دور الإعلام الذي يفترض به أن يكون موجوداً في كل زوايا المجتمع فيشكل عاملاً أساسياً مساعداً للكشف عن مواضع الفساد.
فالمسؤولية الملقاة اليوم على عاتق الإعلامي كبيرة، فهو على ثغر عظيم، سواء أكان إعلامياً في الإذاعة أم التلفاز أو أي صحيفة، فعليه أن يراقب، وأن يتحلى بروح المسؤولية أمام المجتمع، وعليه أن يعلم أن الإعلام نافذة مفتوحة على الجميع. والسيد الرئيس يعول على إعلامنا الوطني كثيراً فلنكن عند حسن ظن سيادته بنا.
asmaeel001@yahoo.com

اسماعيل جرادات
التاريخ: الاثنين 4-11-2019
الرقم: 17114

آخر الأخبار
الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب الوزير أبو قصرة يستقبل وفداً عسكرياً روسياً في إطار تنسيق دفاعي مشترك العراق يعلن تعزيز الحدود مع سوريا وإقامة "جدار كونكريتي" أستراليا تبدأ أولى خطواتها في "تعليق" العقوبات على سوريا بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟