مناقشة التربية منذ الآن القلق الامتحاني عند الطلاب، يعتبر أمراً مهماً بغية التعرف على أسباب هذا القلق ،خاصة إذا ما علمنا أن الامتحان هو ثمرة دراسة عام كامل يحدد فيه مستقبل كلّ طالب ،وبالتالي هو تعبير عما يقوم به للوصول إلى نتيجة تؤهله لمتابعة الدراسة في الفرع الذي يتناسب وميوله ومهارته ومستواه العقلي ،ولا ننسى هنا أن الامتحان كلمة قد يفزع منها بعض الطلبة ،فينتابهم شعورٌ بالقلق والخوف والتوتر ،وقد يصل الأمر إلى الإصابة بأمراض جسدية لسنا على وارد ذكرها .
إذا ونحن نتحدث عن القلق الامتحاني ،أو لنقل الرهاب الامتحاني عند الطلاب سنبدأ بما قالته مديرة الصحة المدرسية في الوزارة ،التي بينت أن نسباً عالية من الأعراض الجسدية عند الطلاب هي من منشأ نفسي ناجمة عن القلق الامتحاني ،سواء أكانت أعراضاً جسدية أم سلوكية ،وهنا لابدّ من التأكيد على مهارات التواصل والإصغاء الفعّال وتعزيز الأمان والطمأنينة عند الطلاب .
وبطبيعة الحال نحن مع ما قاله وزير التربية حول ضرورة مراعاة الذكاءات المتعددة عند الطلاب للوصول إلى نتيجة تؤهلهم لمتابعة الدراسة بالفرع الذي يتناسب وميولهم ومهاراتهم ومستواهم العقلي .
كلّ ذلك جميل أجمل ما فيه اهتمام التربية بهذه المسألة قبل الامتحانات بأكثر من ثلاثة أشهر ،لكن هذا الاهتمام يقودنا إلى السؤال التالي :
هل أعادت التربية النظر بالنظام الامتحاني المعمول به الآن . . ؟ ،خاصة إذا ما علمنا أنه نظام عقيم لا يواكب حالة تطوير المناهج وعلى كافة المراحل الدراسية . . ؟ .
وهذا أيضا يقودنا للحديث عن مسار العملية الامتحانية وخاصة للشهادتين التعليم الأساسي والثانوية بفروعها كافة ،لأن ما يجري أثناء الامتحانات لا يسرّ بتاتاً ،ونعتقد أنه جزء هام في عملية القلق والرهاب عند الكثير من الطلاب ،لأن ما يجري أمام المراكز وداخل غرف رؤساء المراكز وأمناء السر ،وأيضاً داخل القاعات الامتحانية ،أمر يستدعي اتخاذ إجراءات حاسمة ،كونه يسيء لسمعة الشهادة السورية ،ولا نعتقد أن تركيب خمسة ألاف كاميرا في المراكز الامتحانية تنهي حالات الغش في الامتحانات العامة .
وهنا نسأل المعنيين بالعملية التربوية بشكل عام والامتحانية بشكل خاص : هل فكرتم بإجراء عملية تقويم لمن يحصل على الدرجات التامة في الشهادتين قبل إعلان النتائج . . ؟ . خاصة وأن إشارات استفهام على هذه النتائج ،طبعاً نحن لسنا ضد أي طالب يحصل على العلامة التامة بجده واجتهاده ،ناهيك بكوننا مع مراعاة الذكاءات المتعددة عند الطلاب للوصول إلى نتيجة تؤهلهم لمتابعة الدراسة مع الفرع الذي يتناسب وميولهم ومهارتهم ومستواهم العقلي ،لكن لسنا مع من يحصل على العلامة التامة بطريقة الغش .
بكلّ الأحوال نحن نأمل أن تكون الرسالة قد وصلت للمعنيين ويضعون حداً لكلّ من يحاول الإساءة لامتحاناتنا ،ونعتقد أن الحصول على العلامة التامة هو هدف لكلّ طالب لكن يجب أن يكون هذا الهدف نزيهاً ،بعيداً عن أي حالة من حالات الغش .
حديث الناس- إسماعيل جرادات