من دون أدنى شك الإصلاح الإداري أصبح واقعاً معاشاً بغض النظر إذا كانت عملية التطبيق صحيحة أم يشوبها بعض الأخطاء في بعض الوزارات، نقول ذلك لقناعتنا بأن رؤية الإصلاح هذه تصلح لوزارة ولا تصلح لأخرى، لكن الجميع امتثل لما تمليه عليهم وزارة التنمية الإدارية التي أخذت على عاتقها أموراً كثيرة نذكر منها مع بعض الملاحظات:
* أسلوب فرز المهندسين الذي كان يتم من قبل رئاسة مجلس الوزراء.
* أخذ دور الوزراء في تحديد عدد المديريات والوظائف وتعيين المسؤولين فيها، وطبعا وصل إلى بعض الإدارات من المؤهلين للوقع الذي كلفوا به.
* إعلان مسابقة عامة لكل جهات الدولة بدلاً من إعلان كل وزارة عن حاجتها من الوظائف المطلوبة.
وهنالك قضايا عديدة أنيطت بتلك الوزارة، طبعا نحن لسنا ضد هكذا إجراء إذا ساهم في تحسين الأداء في مؤسساتنا الحكومية، لاسيما إذا كان كل شيء مدروساً ومخططاً له بعيداً عن التنظير.
نحن عندما نشير إلى بعض الأخطاء الحاصلة نتيجة تطبيق ما توجهت به التنمية الإدارية في وزارات ومؤسسات الدولة نشير إليه لتجاوز هذه الأخطاء، كوننا مع توجه الإصلاح الذي أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد عندما شدّد على إعطاء الإصلاح الإداري الأولوية على الإصلاح الاقتصادي، لكونه أساس بناء الدولة، ولأن تصحيح آليات العمل بين المؤسسات هو أساس نجاح تطبيق الهيكليات الإدارية.
ونحن هنا نذكر بأن بيئة العمل الإداري في بلدنا في واقعها الراهن لا تسير لأن الظروفَ المثلى المطلوبة للكفاءة الإدارية والإبداع والتميّز الإداريَّين غير موجودين لأسباب عديدة لسنا بصدد ذكرها لأن ذكرها مؤلم. كما لم يعد خافياً على أحد ما يكتنف مؤسَّساتنا العامة من خلل إداري له أكبر الأثر بشكل مباشر أو غير مباشر في سيرورة العمل الحكومي، وهنا السؤال:
هل الأسلوب الإداري الذي تطرحه التنمية الإدارية ويطبق الآن يوصلنا إلى خطة تنموية شاملة تخلق بيئة عمل تحقق زيادة في الإنتاجية، وتنهي حالة الروتين، وتصلنا إلى تخطيط دقيق وصحيح، يعطينا أرقاماً دقيقة لأي مسألة نود طرحها..؟، طبعاً لا نريد التحدث عن الأخطاء التي حصلت عند تطبيق رفع الدعم، وكيف أننا لا نملك أي معطى رقمي دقيق رغم التأكيدات المستمرة منذ زمن بعيد عن عملية الربط بين وزارات الدولة لكن على ما يبدو أن هذا الربط مجرد حبر على ورق.
نعود لنقول: نحن مع مشروع الإصلاح الإداري قلباً وقالباً فيما إذا أعطى نتائج إيجابية، لقناعتنا بأن عملية الإصلاح لا تتمّ بعصا سحرية بل هي عملية لها منهجية وقواعد تجري وفقها، وتنتقل من خلالها من مرحلة إلى أخرى، وهذا ما نأمله أن يحصل.
حديث الناس- اسماعل جرادات