الجود بالموجود

لسنا مع ولا ضد، وإنما مع حقيقة الأشياء التي لم يستطع أحد (حتى تاريخه) إيصالها كاملة بدون رتوش إلى المواطن الذي قد يفاجأ عند سماعه أن سبب انخفاض حصته اليومية من الكهرباء ليس فقط قلة وارداتنا النفطية (الغاز) نتيجة العقوبات الاقتصادية، وإنما هو وفي المقام الأول أمنه وأمننا الغذائي.. نعم الغذائي الذي فرض نفسه وبقوة على معادلة الطاقة وقلب قواعد التدفئة والإنارة رأساً على عقب.
فبعد تسعة أشهر من التغذية الكهربائية المتواصلة والإمدادات النفطية المستمرة، وتحديداً خلال فصول الربيع والصيف والخريف التي اختفت خلالها الانقطاعات، ومع انتهاء موعد حصاد حقولنا وبيادرنا، جاء موعد إسقاط خططنا الزراعية على أرض الواقع لنأكل كما العقود الماضية مما سنزرع، وهنا (بيت القصيد) حيث كان لزاماً على وزارات النفط والثروة والمعدنية والكهرباء والزراعة والصناعة الاجتماع والخروج بقرار ينص صراحة على اقتطاع مليون و300 ألف متر مكعب من الغاز يومياً وتحويلها من محطات توليد الطاقة الكهربائية إلى معمل الأسمدة لإنتاج الكميات اللازمة لنجاح خطتنا الزراعية.
وبالفعل ومن دون تردد أو تسجيل أي حالة تحفظ أو امتناع أو رفض صدرت الموافقة القاضية بتخفيض الكميات المنتجة من الطاقة الكهربائية مقابل إقلاع معمل الأسمدة لتوفير السماد محلياً بدلاً من لعنة (قطع + حصار + عقوبات + عراقيل) استيراده خارجياً، لضمان نجاح خطتنا الزراعية وعدم فشلها.
هذا الإجماع ما كان ليحدث لولا الأولويات التي تم العمل بها وعلى أساسها والتي يتصدرها ملف أمننا الغذائي الذي كان وما زال خطاً أحمر.
نعم، المليون و300 ألف متر مكعب من الغاز لم تكن في حال عدم نقلها من محطات التوليد إلى معمل السماد تكفي لوحدها للوصول إلى تغذية كهربائية (24 / 24 ساعة)، لكنها كانت ستحد وبشكل جيد من برامج التقنين وتخفف من ساعات الانقطاع وسينتهي معها برنامج الحماية الترددية، كون المطلوب طاقياً أكبر بكثير مما هو موجود حالياً، لا بل ويفوق القدرة على تلبية حاجة محطات التوليد ومعمل الأسمدة مجتمعين.. وعليه فإن الجود الطاقي حالياً بما هو موجود.. وهذه حقيقة يجب علينا جميعاً التعامل على أساسها، بعيداً عن أسلوب الرجم والجلد وتقاذف الاتهامات ورشق سهام الانتقادات، والتسليم بأن الكهرباء لا تخزن ولا تخبأ ولا تكدس.

عامر ياغي
التاريخ: الاثنين 16-12-2019
الرقم: 17147

آخر الأخبار
حب أعمى وتقنيات رقمية.. خدعة قنبلة تُشعل درساً أمنياً إلغاء العمل بالبطاقة الذكية بطرطوس اليوم الحد من السلاح العشوائي لتعزيز الاستقرار في حلب وإدلب أزمة مياه مدينة الباب.. تحديات وتعاون مجتمعي د. رمضان لـ"الثورة": غياب العناية بالأسنان ينتهي بفقدانها تأمين الكهرباء إسعافياً للمناطق المتضررة في اللاذقية من الحرائق قريباً.. تأمين الكهرباء لريف حلب ضمن خطة شاملة لإعادة الإعمار تأهيل مدرسة عندان.. خطوة لإعادة الحياة التعليمية نحو احترافية تعيد الثقة للجمهور.. الإعلام السوري بين الواقع والتغيير خبير مصرفي لـ"الثورة": الاعتماد على مواردنا أفضل من الاستدانة بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. مفوضية اللاجئين تتوقع عودة نحو 200 ألف سوري من الأردن بحلول نهاية 2025 السيف الدمشقي.. من فولاذ المعركة إلى برمجيات المعرفة إعادة دمج سوريا بمحيطها العربي مؤشر على تشكيل تحالفات جيوسياسية واعدة عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين