الملحق الثقافي:عقبة زيدان:
ترفض ما بعد الحداثة فكرة الأصالة الحديثة، وتستبدلها بمزيج من عناصر الماضي. إحدى السمات الرئيسية لما بعد الحداثة، كانت في هدم الحدود بين الأنماط والعناصر الثقافية المختلفة، والبحث عن كل ما هو أصلي تم التخلي عنه، ودمجه في عناصر من الثقافات السابقة والمعاصرة.
تعلن ما بعد الحداثة وفاة الفردانية، وتعيد معالجة كل شيء لخلق تجربة أكثر واقعية. وهي ترى أن هنالك الكثير من المعلومات يجب معالجتها وفهمها.
في عالم التكنولوجيا، حيث لا وجود لشيء مستقل، تبدو ما بعد الحداثة أيضاً في مأزق حقيقي. إذ كيف يمكن أن نشير إلى الأصالة في هذا الكم الضخم من الصور والمعلومات؟ إن هذا التكاثر التكنولوجي أفرز زيادة هائلة في استهلاك الصور. ولهذا فإن فناني ما بعد الحداثة يتأففون قائلين: «لقد اختنق العالم. لقد وضع الإنسان رمزه على كل حجر». إن كل صورة وكل كلمة يتم تأجيرها ورهنها مقابل شيء ما. وتصبح الصورة مجموعة متنوعة ومتشابكة من الصور، لا ندرك أياً منها الأصلية أو المقلدة.
إن ما بعد الحداثة التي انقلبت على الحداثة، وجدت من انقلب عليها في عصر السلعة بقيادة وسائل الإعلام. وأيضاً فإن النهج ما بعد الحداثوي في امتلاك الأعمال الكلاسيكية بعد معالجتها والإضافة إليها، لم يعد واضح المعالم، وهكذا يكون «موت الفنان» مفهوماً مركزياً لما بعد الحداثة، حسب ما اقترحه رولان بارت. وتكون وحدة العمل الفني في وجهته أو في جمهوره، وليس في أصله.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء17-12-2019
رقم العدد : 978