الملحق الثقافي- عقبة زيدان:
تخلق اللغة كائناتها، ومن ثم تقوم هذه الكائنات بتطوير المعاني حسب حاجاتها وطموحاتها. تنغلق اللغة على ذاتها، إذا لم يتم العمل على مفرداتها. فاللغة العربية مثلاً، ربما تنحدر وتضيع مفردات كثيرة منها إذا لم يخرج منها أدب وفن كبيران. وككل لغة، فهي تحتاج إلى ما يحفز الخلق لديها.
تموت اللغة بموت الأدب والفن، ولا يكفي أن يجري اجترار ما يتم تداوله على الدوام. إن الحياة بحاجة إلى تغيير، وهذا التغيير لن يكون في متن اللغة فقط، بل في التراكيب وفي الترميز وابتداع معاني جديدة. وحسب ليزلي وايت، فإن الإنسان يستخدم الرموز، في حين لا يستطيع أي مخلوق آخر أن يفعل ذلك.
إن ما يميز التفكير الرمزي هو وجود لغة منطوقة، حيث تكون الكلمات مقابل الأشياء الموجودة في الخارج، أي تدل عليها، فتكون الأشياء هي المدلول. وهناك تمييز ما بين اللغة والكلام، وكما يقول إدموند ليتش، فإن عبارة «اللغة الإنكليزية» تشير إلى نظام كامل من الأعراف وطرائق الاستعمال، وهو من وجهة نظر أي ناطق فردي محدد نظام متعين، ومعطى، وليس شيئاً يخلقه هذا الناطق لنفسه. وأقسام اللغة متاحة للاستخدام، لكن استخدامها ليس أمراً ضرورياً أو حتمياً. وحين أنطق – كفرد – أستخدم الكلام، أي أنني أختار من نظام اللغة الكامل، كلمات وأعرافاً قواعدية، ونغمات ونبرات معينة، وأضعها في ترتيب محدد، فأتمكن من نقل المعلومات بواسطة ما أنطق به.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء 31-12-2019
رقم العدد: 980