عن الهافانا وملتقى الكتّاب

 الملحق الثقافي:إعداد: رشا سلوم:

يعود الصحفي والكاتب الراحل يوسف المحمود، بالذاكرة إلى تلك الأيام الجميلة متحدثاً عن الهافانا وملتقى الكتاب، وهو يقول:
وإذ قد صار لي، أن أقعد في مقهى الهافانا، كمشارك في تحرير صفحة (ألوان) الصفحة السادسة في جريدة الوحدة، برئاسة عادل أبو شنب، وبمشاركة نذير عقيل، وعماد تكريتي. أنا كنت أقعد في الهافانا بما كان سعيد الجزائري يسميه (ملتقى أبناء المحافظات في مختلف الشؤون والشجون من دير الزور شرقاً، الحسكة، الرقة وحلب شمالاً واللاذقية غرباً، إلى درعا والسويداء جنوباً. أنا كأحد أولئك الأبناء، كان لي، أن أتواجد في ذلك الملتقى، من يوم ما حملت بطاقة الانتساب إلى كلية الآداب سنة 1951-1952‏.
كنت أقعد إلى الشاعر أحمد الصافي النجفي بما أصدرت عنه مجلة (الصباح) تحرير عبد الغني العطري عدداً خاصاً، أكثر ما كان فيه شعره، في منتجعات لبنان ومرابع وناس لبنان! أحمد الصافي النجفي بالكوفية والعقال. طرفاها إلى صدره. يجلس في الصوفاية الجلد، على ساقيه مطويتين تحت الفخذ. إن قد كان لأحمد الصافي النجفي آنذاك، ما يستحق في الرجال اسم فخذ! شفتاه بفمه الحافي، تلقمسان الحكي. كما لو كان يسيل عن تلكما الشفتين الرقيقتين، ويضحك بما لم يعد الضحك، يليق بفم خال من العظام!‏
ولكن، بما تقتضيه صفحة (ألوان) فقد صار لي كصحفي في جريدة الوحدة، ولو أن أحشر نفسي في حلقة الفيلسوف (النسابة) فقيه اللغة العربية، الأستاذ زكي الأرسوزي أكثر ما كانت ترفض بتمام الساعة العاشرة صباحاَ!‏
وسعيد الجزائري، وقد صارت مجلة الإذاعة أيضاً بين يديه، أخذ يحرر قسمه الخاص من مجلة (النقاد) من مطبعة المجلة، طابق أرضي، في دخلة البحصة العوجة، من جانب فندق أمية. مدخله على طرف من ساحة المرجة، إلى أن تنفد الدخلة، من خلف مقهى البرازيل الصباحي إلى شارع بور سعيد، يقابل من هذا الجانب النادي العربي، على صف الهافانا من ذاك الجانب، الطابق الثاني!‏
سعيد الجزائري يحف به الأخوان غفري ومحي الدين صبحي، حلقته المسائية، صارت في مسكبتي الهافانا، باباهما على الرصيف، بعد أن تعب قلبه، من صعود الدرج، إلى مكاتب (مجلة النقاد) حسب اللافتة، في الجانب المقابل. تمر بينهما سكة الترامواي، تطقطق خارجة أو داخلة، فيما يحسب مبيت قاطرات الترامواي في هذا الجانب من دمشق. يوسف الصيداوي، حسبما زرته في مكتب، يدير ظهره إلى مكاتب مجلة النقاد، ليطل بوجهه إلى مبيت الترامواي، ببابه العريض الطويل، على قول (يللي بدو يصير جمال، بدو يعلي باب دارو)!
وممتاز الركابي، يتواجد أو لا يتواجد خلف لافتة (مجلة النقاد) مطلة من تلك الجهة على الهافانا. فإن حلقة سعيد الجزائري الأرضية، في أكثر الأمسيات، إلى الحادية عشرة تقريباً، كانت مصدراً من مصادر تحرير (النقاد) بمن يلتفون حول سعيد الجزائري. على ما سبق أن قاله بمقهى الهافانا (ملتقى أبناء المحافظات)!

 التاريخ: الثلاثاء14-1-2020

رقم العدد : 982

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي